وجوه مضرجة بالخزي والعار
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

لا يخفى على الجميع طبيعة العلاقة القائمة بين أطراف ما تسمى "الشرعية"، التي تحكمها المصالح، ونراها تلجأ إلى شن الاتهامات والإساءات بعضها ضد البعض، ما يعكس اختلاف توجهاتها على الأرض، إضافة إلى أهدافها المتناقضة والتي تؤدي دائماً للتصادم المسلح فيما بينها، وما يحدث في أبين هذه الأيام دليل على ما نقول.
وفي هذا الاتجاه أثارت الاتهامات التي وجهها المرتزق صالح الجبواني لرئيس ما تسمى "حكومة الشرعية" المرتزق معين عبدالملك مؤخراً موجة من التساؤلات التي تبحث عن أصل حكومة ما تسمى "الشرعية"، وهل هي يمنية وتعمل من أجل اليمنيين أم أنها تعمل من أجل توطين الاحتلال في المحافظات الجنوبية المحتلة وبيعها لصالح الاحتلال الإماراتي والسعودي؟!
كشفت تغريدات الجبواني عن حجم الصراع القائم بين أطراف هذه "الشرعية"، وأكدت الخيانات المعتملة في إطارها، وكيف يذهب كل طرف لاتهام الآخر بالعمل لصالح طرف من أطراف تحالف العدوان!!
إن ما يحدث اليوم من اتهامات كلامية وتصريحات عدائية متبادلة بين أطراف هذه "الشرعية" تقف وراءه قيادات العدوان. ولكن ما عسانا أن نقول لمن غرتهم أهدافهم التفتيتية لليمن الواحد الكبير في الوصول لهذه الحالة البائسة التي وضعوا أنفسهم فيها؟!
لن يهدأ الصراع بين الطرفين، فكل منهما له أجندته وأهدافه الخاصة. وفي مقابل تلك الأجندة هناك أجندة أكبر يعمل النظامان السعودي والإماراتي على تحقيقها تنفيذاً للأجندة الأمريكية الكبيرة، التي تقف أساساً وراء هذا الصراع والعدوان القائم منذ انطلاقه في مارس 2015.
كلٌّ منهم يدعي الحقيقة ويراها من زاويته الصغيرة، وكلٌّ منهم ضل الطريق، وبعناد ومكابرة ذهب كل منهم يدعي الدفاع عن اليمن واليمنيين ويؤكد أنه صاحبها الأوحد!!
ماذا نقول لهؤلاء وهم يواصلون وللعام السادس على التوالي تفتيت اليمن وزيادة أوجاع اليمنيين ومعاناتهم، إضافة إلى ما سببوه لأنفسهم من فضائح ونراهم يلجؤون لإثارتها فيما بينهم ليصبحوا اليوم محشورين في زاوية ضيقة لا يقدرون على مغادرتها؟!
خسروا الوطن وخسروا أنفسهم ونراهم اليوم يتهمون بعضهم بعضا في إطار البحث عن مصالحهم البعيدة كل البعد عن مصالح اليمن واليمنيين!!
وفي إحدى الزاويا الأخرى يبقى الحديث عما يُسمى "اتفاق الرياض"، الذي لم ولن ينفذ، وليبقى أداة من الأدوات التي وجدت قيادتا العدوان فيمن يمثله الوسيلة المثلى لخلق الصراعات بين اليمنيين، وبما يقودهما إلى تمزيق اليمن وتحويلها إلى كنتونات صغيرة متصارعة والذهاب صوب الاستيلاء على المواقع الاستراتيجية في البحرين العربي والأحمر!!
هذه هي وجوههم التي نراها اليوم مضرجة بالخزي والعار، وجوه لم تجلب لليمن واليمنيين سوى الدمار، وأعلت النعرات الطائفية والمذهبية بين أبناء الشعب والوطن الواحد.
فأي خزي هذا الذي نسمعه من هؤلاء؟! وأي مصير ينتظره اليمن واليمنيون في ظل أدوات باعت نفسها للعدوان؟!
ها نحن اليوم نرى نهايتهم الوخيمة التي اختاروها لأنفسهم، النهاية التي ستُحفظ في ذاكرة الأجيال وتدوّن في كتب التاريخ لا محالة!!

أترك تعليقاً

التعليقات