تباً لكم..
 

راسل القرشي

كانا يتجادلان معاً.. فإذا بأحدهما لم يستسغ ما كان يسمعه من الآخر المختلف معه فكراً وانتماءً سياسياً.. 
لم يجد ما يقوله سوى: (أنا لا أكرهك، ولكن لو رأيتك تحرق أمامي وبيدي كوب ماء لشربته وتركت النار تكمل التهامك..)!
يا إلهي.. إلى هذه الدرجة وصل الاختلاف لدى بعض أبناء وطني.. رفض للآخر المختلف.. رفض للتعايش معه.. خصومته معه أوصلته حد الفجور..
ليس كذباً أو ادعاء وتلفيقاً، وإنما هي الحقيقة الثابتة اليوم.. ونسمعها بوضوح، وخاصة على شاشات الفضائيات، كما نجدها مسطرة في كثير من صفحاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي.. 
إلى أين تقودون الشعب والوطن؟! 
إلى هذه الدرجة من البؤس وصلتم..! وأين ذهبت شعاراتكم التي رفعتموها وطالبتم بها في مؤتمر الحوار الوطني: المواطنة المتساوية.. القبول بالآخر والتعايش معه.. الشراكة والمشاركة في بناء الوطن.. شركاء لا أعداء..! وغيرها من العبارات التي كشفتها وعرتها ممارساتكم وأقوالكم وأفعالكم البعيدة كل البعد عن الوطنية وعن المسؤولية وعن الحياة.. 
مجرد شعارات لا مكان لها ولا قبول في الواقع المعيش.. شعارات انطلقتم منها لتصلوا إلى هذا البؤس والخزي الذي أنتم عليه اليوم..
شعارات أكدت بالمطلق أنكم لستم سوى أدعياء للوطنية.. وتجار دماء.. وأمراء حروب.. 
إلى أية متاهات البؤس والخزي ستصلون..؟! وإلى أية حفر الموت تقودون الوطن والشعب؟! 
تباً لكم ولأقوالكم وشعاراتكم التي تخفون خلفها روائح الدم والعدم.. 
تباً لكم ولأفعالكم التي قادت الشعب إلى الموت، وأوصلت البلاد إلى هذا الدمار والخراب المرسوم بألوان القبح.. ألوان الحقد والكراهية..! 
هذه هي الصورة المرسومة اليوم على قارعة الوطن.. صورة يملؤها الوجع والألم والأنين.. صورة تحكي عن دمعة طفل يعاني من أثر صاروخ هبط على منزله من السماء ليخطف أبويه وإخوته، ويتركه وحيداً يتلظى من شدة الألم الذي خيم وسيخيم عليه ما تبقى له من عمر في وطن لا مكان فيه إلا لتجار الموت.. ولا قبول فيه للآخر المختلف..
صورة تحكي عن بكاء امرأة قصف العدوان منزلها.. شردها.. وأحال حياتها وأولادها إلى نار وجحيم.. 
صورة تحكي عن شعب شردته آلة العدوان الإجرامية، وقادته للجوع والهلاك.. 
تباً لكم يا أعداء الوطن.. أعداء الشعب.. أعداء الحياة.. 
تباً لكم يا دعاة الحقد والكراهية.. يا حفاري القبور.. ولا نامت أعينكم...

أترك تعليقاً

التعليقات