مغالطات وضحك وسخرية متعمدة!
 

راسل القرشي

لم نكن نحبذ لسلطنة عمان التي نكن لها قيادة وشعباً بالغ التقدير والامتنان لمواقفها تجاه العدوان على اليمن واليمنيين، الاستمرار في مشاركتها كعضو في (الخماسية) بعد كل هذه المواقف المخزية والتآمرية للدول الأربع التي تضمها هذه اللجنة وتشكل المحور الرئيسي لعدوانها، وهي السعودية والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا..
سلطنة عمان هي الدولة الوحيدة التي رفضت العدوان منذ بدايته ومازالت مواقفها ثابتة ولم تتغير من مجمل الأحداث والوقائع المرتبطة بالعدوان، وفي مقدمتها الجرائم والانتهاكات التي لم تتوقف بحق المدنيين والبنية الأساسية والتصعيد المستمر في الأعمال العسكرية، ورفض كل مبادرات السلام الموضوعة..؛ واستمرار مشاركتها في هذه اللجنة لن يفيدها أو يفيد اليمنيين، كون كل قراراتها يتم إقرارها حتى وإن اعترضت عليها السلطنة..
الدول الأربع وقبل التقائها في لندن قالت إن اجتماعها سيتركز على مناقشة الأوضاع في اليمن، وبحث إمكانية إطلاق العملية السياسية باتجاه تحقيق السلام.. فيما واقعه كان مخزياً وفاضحاً، حيث ذهبت تدرس وتناقش وتثير موضوع الصاروخ اليمني الذي وجه نحو عاصمة مملكة العدوان السعودي رداً على السجل الحافل لعدوانها الظالم الذي قارب الألف يوم، إضافة لموضوع تهريب الأسلحة الإيرانية الى اليمن..!
رباعية مشتركة في تنفيذ كل الجرائم بحق المدنيين دون حياء أو خجل، وتفرض حصاراً مطبقاً على اليمن واليمنيين منذ 3 سنوات، وتأتي لتناقش موضوع تهريب الأسلحة التي تقول إنها من إيران إلى اليمن، ولا ندري حتى الآن من أين تمر تلك الأسلحة في ظل هذا الحصار..!
شماعة وجد فيها النظامان السعودي والإماراتي مبرراً للتغطية على جرائمهما بالشراكة مع الولايات المتحدة وبريطانيا واستمرار انتهاكاتهم للقانون الإنساني الدولي..!
ناقشوا وتدارسوا موضوع الصاروخ اليمني الذي أطلق على الرياض، متناسين مئات الآلاف من صواريخ وقنابل تحالف العدوان السعودي التي قصفت كل شيء في اليمن منذ 3 سنوات أمام مرأى ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكناً، وذهب يضع التبريرات للعدوان على ارتكابه لتلك الجرائم وانتهاكه للقانون الإنساني الدولي..! 
ولذلك ليس غريباً على هؤلاء المجتمعين أن يدعوا في ختام لقائهم إلى وقف تهريب الأسلحة الى اليمن، في وقت يُفرض فيه حصار بري وبحري وجوي شامل، بتأييد ومساندة عدد من القوى العظمى، على المناطق غير المحتلة من  اليمن، في إطار عدوان همجي ظالم استهدف كل شيء،  وأسلوب عقاب جماعي إجرامي وجه نحو تدمير كل البنى التحتية والمقدرات الاقتصادية والمالية تحت مبرر واهٍ متمثل في إعادة شرعية منتهية وغير معترف بها شعبياً ليس في المناطق الشمالية فحسب، وإنما أيضاً في المحافظات الجنوبية التي تقول عنها (محررة)..! 
فكيف لقيادة العدوان وشركائها أن تناقش وتتدارس قضية إمكانية إطلاق العملية السياسية باتجاه تحقيق السلام ورفع الحصار مع شركائها الدوليين، ومنطقها فج ومبرراتها واهية ومثيرة للضحك والسخرية..؟!
نحن أمام مجتمع دولي يتكشف ويتعرى يومياً بتعاملاته المتناقضة واللاأخلاقية مع القضية اليمنية والكارثة الإنسانية التي صنعها العدوان السعودي الإجرامي في اليمن..  
شركاء رئيسيون في صناعة مجمل الكوارث الإنسانية وتفاقمها، وشركاء في قتل اليمنيين وتجويعهم، وليس بخافٍ ما يقدمونه للنظام العدواني السعودي من دعم على كافة المستويات.. 
الولايات المتحدة، ومعها بريطانيا شريكا النظامين الرئيسيين في العدوان، سعتا وما زالتا إلى التغطية على الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها النظام السعودي الذي يقود التحالف، ويوجه بتنفيذ العمليات العسكرية على مختلف الاتجاهات.. وتتلاعبان في كل التقارير الصادرة عن مكاتب الأمم المتحدة المختلفة حول العدوان في اليمن والجرائم الشنيعة التي ترتكب بحق المدنيين، وكانتا من أوائل الدول التي رفضت تشكيل لجان مستقلة للتحقيق في مختلف الانتهاكات المرتكبة في اليمن، تحت حجج ومبررات واهية..! 
فما الذي ستقدمه هذه الدول المسماة بالرباعية قبل أن تضاف إليها سلطنة عمان، من أجل اليمن واليمنيين، وفي إطار السلام الذي تتحدث عنه..؟!
يكفي مغالطات، ويكفي ضحكاً على اليمنيين، فهؤلاء جميعاً هم من يدمرون اليمن، ويقتلون اليمنيين.. كما يدمرون الكثير من بلدان العالم ويقتلون شعوبها.

أترك تعليقاً

التعليقات