يحدث في 4 أيام وفي اليمن فقط!
 

راسل القرشي

هناك من لا يهمه وطن ولا عملة وطنية، ولا يهمه انعكاسات انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية على الاقتصاد الوطني، وما سيحدثه ذلك من آثار كارثية على حياة ومعيشة اليمنيين..
هؤلاء هم تجار الحروب الذين لا يؤمنون إلا بمصالحهم القذرة، ولا يهمهم سوى تنمية أرباحهم ومكاسبهم، وطز بالشعب والوطن!
4 أيام متتالية شهدت انهياراً تاماً للريال اليمني أمام العملات الأجنبية..؛ وفيها وصل أعلى سعر للدولار والريال السعودي وبقية العملات الأخرى..
أصبح سعر الدولار الأمريكي أمام الريال اليمني 537 ريالاً، فيما وصل سعر الريال السعودي الى 136 ريالاً.. وكل ذلك في 3 أيام فقط، وانعكس هذا الانهيار الموجع للريال اليمني مباشرة على أسعار المواد الغذائية التي شهدت ارتفاعاً مخيفاً في لحظات!
3 أيام أو 4 لا تزيد، تلاعب خلالها تجار العملات ومعهم تجار الحروب وأصحاب المصالح بأسعار العملات الأجنبية، حتى بدا الريال اليمني منهاراً كلياً ولا يساوي شيئاً أمام تلك العملات..؛ ومن ثم جاءت الكارثة الحقيقية من قبل تجار المواد الغذائية الذين سارعوا برفع أسعار المنتجات الغذائية، وخاصة القمح والأرز والسكر والدقيق والحليب، الى الضعف عما كانت عليه.. تسألهم لماذا؟ فيردون وبكل برود سعر الدولار 537 ريالاً.. ولا يكتفون بهذا الرد فقط..؛ وإنما يضيفون إليه أنهم اشتروا تلك المواد بالسعر الجديد للدولار.. متى وكيف وممن؟! كل ذلك علمه عند التجار والمستوردين وعند القائمين على شؤون البلاد والعباد.. وحسبنا الله ونعم الوكيل!
يحدث ذلك في اليمن فقط.. التجار اشتروا من المستوردين الذين بدورهم اشتروا من الدول المنتجة، وكل ذلك في يوم وليلة، بسعر الدولار الجديد 537 ريالاً، وفي ظل هذا الحصار الظالم المفروض على اليمن واليمنيين منذ 3 سنوات!
والله الذي لا إله إلا هو هذا ما حدث، وهذا ما سمعته من أحد التجار، وكان يتحدث بثقة محاولاً إقناعي بصحيح ما قاله.. ولم أجد ما أقوله له سوى حسبنا الله ونعم الوكيل..
قلدكم الله هل نحن نعيش في وطن أم نعيش في غابة حقيقية لا قانون فيها ولا أجهزة رقابية ولا احترام لعقول عباد الله ولا سلطة؟!
الدولار وبقية العملات الأخرى يتصاعد سعرها أمام الريال اليمني، وفي المقابل لاتجد أي فعل أو عمل من قبل أجهزة الدولة لوقف هذا الانهيار الكارثي الذي لم ولن يتضرر منه سوى الملايين من اليمنيين الذين لن يكون أمامهم سوى البحث عن لقمة العيش في مكب النفايات أو الموت جوعاً!
لا أمل في الخلاص، ولا أمل في تحسن الأوضاع، فتجار الحروب وهوامير الفساد هم من يسيطرون على كل شيء، وهم من يسوق اليمنيين إلى الموت.. وما على اليمنيين سوى الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله ليفرج عنا ما نحن فيه..
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. وحسبنا الله ونعم الوكيل..

أترك تعليقاً

التعليقات