إعلاميون «مرتزقة»!!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

بالصدفة، تابعت أول أمس السبت برنامجاً تبثه (mbc) واسمه "mbc في أسبوع" وكانت أولى القضايا التي وقف أمامها هذا البرنامج -المتعدد القضايا- قضية تمحورت حول دور قطر في شراء ما أسمتهم "الإعلاميين المرتزقة"، وكيف يعمل هؤلاء الإعلاميون على تلميع أمير قطر وسياساته والإساءة للدول الخليجية الأخرى التي تفرض على قطر حصاراً منذ قرابة العامين وفي مقدمتهم السعودية.
مقدمو البرنامج قدموا نماذج لبعض الإعلاميين العرب الذين ينتقدون سياسات تلك الدول الفارضة حصاراً على قطر. والهدف كما قالوا فضحهم وإثبات أنهم مرتزقة يقدمون خدماتهم لقطر وأميرها مقابل المال، وأن هؤلاء "الإعلاميين المرتزقة" لا يوجهون تلك الانتقادات والإساءات إلَّا بعد أن تم شراؤهم من قبل قطر واستلامهم مبالغ مالية ضخمة مقابل عرضهم لتلك البرنامج المسيئة والمستهدفة للسعودية ودول عربية أخرى.
طبعاً، نحن نتابع كثيراً من تلك البرامج التي يقدمها بعض الإعلاميين العرب في قناة "الجزيرة" وغيرها من القنوات العربية الأخرى التي يتم توظيفها في هذا الاتجاه. لكن في الاتجاه المقابل تقوم السعودية وغيرها من الدول المستهدفة من قطر بتقديم برامج مشابهة وعبر إعلاميين آخرين لا تقل إساءةً واستهدافاً لقطر مثل تلك البرامج التي ترعاها و"تشتريها" قطر بأموالها حسب قولهم؛ أي أن جميعهم يؤدون نفس الدور وكل منهم تحولوا صوب شراء "الإعلاميين المرتزقة" والقنوات الفضائية التي تقبل بتلك الأدوار المسيئة للإعلام العربي على وجه الخصوص.
لم تترك الوسائل الإعلامية التابعة لكلا الطرفين والإعلاميين العاملين فيها شيئاً إلا وفعلته ولجأت إليه في إطار الحرب الإعلامية الدائرة فيما بينهم.
استخدموا كل الفنون الصحفية "أخبار وتحليلات وكتابات وحوارات ورسومات كاريكاتورية وتحقيقات" وغيرها من البرامج التي ترتكز على تبادل الاتهامات والإساءات وتعرية كل طرف للطرف الآخر، وكل ما تتناوله وتقدمه تلك البرامج والقنوات وإعلاميوها يتشابه في معظمه ويدور حول القضية ذاتها.
يروجون لنفس القصص السمجة التي تسيء لنفسها وتظهر الإعلام العربي وكأنه إعلام مرتزق مهيأ لعرض خدماته لكل من يدفع الأموال ويضخها.
جميعهم يعكسون من تلك البرامج وما يقدمونه وكأنهم يخاطبون جماهير عربية غبية لا عقول لها؛ ولم يتبق منهم إلَّا أن يقولوا: صدقونا فنحن نتحدث بمصداقية. وليس مستبعداً في هذا الإطار أن يأتي يوم ويلحقون في نهاية كل مقال أو خبر أو تقرير يبثونه عبارة "بجاه الله صدقونا، فما نتناوله هو الحقيقة ولا شيء غيره"!
هؤلاء سخَّروا أنفسهم كمحللين وكُتَّاب وصحفيين تحت الطلب لإنتاج التحليلات والكتابات والأخبار التي يريدها الممولون والإساءة لكل طرف من تلك الأطراف.
يبيعون بضاعتهم منعدمة الأخلاق ومنزوعة القيم ويتجهون لفضح أنفسهم، إضافة إلى فضح مموليهم بكل الوسائل والممارسات التي يفضلونها وتمثل لهم أيقونة حياة.

أترك تعليقاً

التعليقات