عن أية مشاورات يتحدث المبعوث الأممي؟!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا

أية مفاوضات أو مشاورات تتم بين مختلف الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، لا بد أن تسبقها إجراءات فعلية على الميدان، تثبت جدية الأمم المتحدة ومساعيها في توجهاتها نحو جمع الفرقاء للجلوس على طاولة مفاوضات تؤسس للحلول، وليس للتصعيد العسكري.. 
هذا ما ينبغي.. أما الحديث عن مشاورات وتوجيه دعوات للأطراف اليمنية للالتقاء والتشاور في ظل عمل عسكري متواصل وحصار جائر، فذلك ليس سوى ضحك وسخرية، ولا هدف منه غير الاستمرار بالمتاجرة بمعاناة اليمنيين..
المبعوث الأممي مارتن غريفيث نراه يكرر نفس الأخطاء والألاعيب التي كان يمارسها وينفذها سلفه السابق إسماعيل ولد الشيخ.. 
ولد الشيخ كان يتحدث عن مشاورات ومفاوضات، وعن المعاناة الإنسانية التي تزداد كارثية ومأساوية، في الوقت الذي تتصاعد فيه الأعمال العسكرية وتزداد حدة، ولكنه لم يشترط أن يكون وقف الأعمال العسكرية كحسن نية مطلباً للبدء في هذه المشاورات أو تلك، وهو ما يكرره مارتن غريفيث اليوم، لتبدو دعواته وحديثه عن السلام بلا طعم ولا حتى رائحة! 
ولهذا يعكس التصعيد العسكري من قبل تحالف العدوان في محافظة الحديدة، منذ أكثر من شهر، أن المشاورات لديهم لا تعني سوى لعبة يتخذونها للمضي في تحقيق توجهاتهم العدوانية ليس إلا.
لا يريدون مشاورات تقود إلى وقف العدوان والأعمال العسكرية في مختلف الجبهات، ومن ثم وضع الحلول والمعالجات لمجمل الإشكالات محل الخلاف وتحقيق السلام. 
لذلك نراهم يعزفون على وتر السلام في أوقات تتصاعد فيها أعمالهم العسكرية وتنفذ طائراتهم وبوارجهم وآلتهم العسكرية المزيد من الجرائم بحق اليمنيين.. فأية مشاورات هذه وأي حلول يمكن التوصل إليها والآلة العسكرية لم تتوقف؟!
دائما عندما توجه لهم دعوة للمفاوضات وبدء الترتيب لجولة جديدة من المشاورات، يسارعون للعزف على وتر السلام، واتهام من يسمونهم الانقلابيين برفض كل الدعوات التي تدعو الى استئناف المفاوضات وتقود إلى تحقيق السلام.
المشاورات في قاموس العدوان ومرتزقته ليست أكثر من مناورة سياسية يستخدمونها للرقص على أوجاع اليمنيين، والتغطية على أفعالهم وممارساتهم الإجرامية والإرهابية، والاستمرار في توجهاتهم المدمرة بحق اليمن واليمنيين.
إن أي حديث عن مشاورات لابد أن تسبقه إجراءات فعلية تؤكد سلامة الدعوات والتوجهات التي تطلق للبدء بها، وما دون ذلك تتكشف حقيقة هذه الدعوات والأهداف المختبئة خلفها.
عملياتهم العسكرية التي يشنونها منذ أكثر من شهر في الحديدة، تعري مصداقية توجهاتهم للمشاورات، وتفضح حقيقة السلام الذي يأتي مرتزقة العدوان للحديث عنه بين الفينة والأخرى. فكيف ستكون طبيعة هذه المفاوضات في ظل هذا التصعيد الهستيري للعمليات العسكرية العدوانية، وفي ظل تشديد الحصار وفرض المزيد من القيود أمام دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية ومختلف السفن التجارية الى ميناء الحديدة.
أية دعوة للمشاورات ينبغي أن تأخذ في الاعتبار وقف الأعمال العسكرية وفتح مطار صنعاء والتخفيف من الحصار الجائر المفروض منذ أكثر من 3 أعوام ونصف. 
وفي هذا الاتجاه على المبعوث الأممي أن يبحث عن ضمانات لإجراء مشاورات تقود للحل، ولا تقود إلى التصعيد أكثر.. أو أن تنعقد هذه المشاورات في ظل تواصل الأعمال العسكرية.. كون ذلك لن يقود إلى أية نتيجة، وستنتهي هذه المشاورات قبل أن تبدأ..!
ما نتمناه ألا يظل المبعوث الأممي غريفيث يدور في نفس الدوامة التي كان ولد الشيخ يدور حولها، وبدا طيلة 3 سنوات قضاها في مهمته كالأطرش في الزفة، منفذاً لتوجهات ورغبات قادة تحالف العدوان ليس إلا..!

أترك تعليقاً

التعليقات