العرب في العام 2018
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا

كشفت الأنظمة العربية خلال العام 2018 سوآتها بشكل واضح وبدت أكثر انقساماً وتشتتاً من ذي قبل.
تعاظمت الانقسامات العربية بشكل أكبر مما كان. ونجد كلاً منهم يغني على ليلاه، الأسود المليء بالأزمات والصراعات والانتهاكات الداخلية، وكشفوا عن وجوههم القبيحة أمام العالم.
واصلوا أعمالهم التدميرية العربية - العربية، واصلوا حروبهم التي يشنونها على أشقائهم في اليمن وسوريا وليبيا ولبنان وغيرها من البلدان العربية، وما خفي كان أعظم!
يواصلون نشر غسيلهم المليء بالنتانة والتآمر على بعضهم البعض.
حروب سياسية وعسكرية واقتصادية لا تهدأ أو تنام أدت في مجملها إلى مقتل مئات الآلاف من أبناء الشعوب العربية وتشريد وتهجير الملايين، وتجويع وتلاعب بالاقتصادات، أدت في مجملها إلى انهيار اقتصادي ومعيشي في كثير من البلدان ومنها اليمن.
في اليمن واصلت أنظمة تحالف العدوان، الذي يضم أكثر من 10 دول عربية بقيادة النظام السعودي، حربها التدميرية واستهدافها لليمنيين بصواريخ الموت أو عبر سياسة الحصار والتجويع التي أودت بمئات الآلاف من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، وانتشار الأوبئة والأمراض، وفي المقابل تدمير شبه كلي للقطاع الصحي.
في اليمن الصورة تحكي عن واقع مؤلم ازداد ضراوة خلال العام 2018، وكل ذلك بفعل العدوان الذي يريد بالقوة فرض وصايته على اليمنيين والاستيلاء على أراضيهم وجزرهم وموانئهم لحماية اقتصاداته ومصالحه.
اليمن تحولت إلى ملعب لقوى العدوان والهيمنة والاستكبار، وكل ذلك على حساب اليمنيين وحياتهم ومعيشتهم وأرضهم.
حصار بري وجوي وبحري تسبب بتسيّد الجوع وحوّل اليمن إلى أسوأ بلدان العالم حياتياً ومعيشياً، وفاقم ولا يزال من الأوضاع المعيشية الكارثية، وكل ذلك أمام مرأى العالم وأنظمته التي تدعي حماية حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي!
وماذا عن البلدان العربية الأخرى، تونس وليبيا وسوريا والعراق والصومال ولبنان والسودان و... و...؟!
تونس وللعام الثامن تواصل (ثورتها)، وبدأ العام 2018 أكثر وحشة من خلال استمرار الوضع الاقتصادي الكارثي الذي لم يطرأ عليه أي تحسن بل زاد سوءا عما كان من قبل، ولم يشهد القطاع الاقتصادي أي تحسن.
في ليبيا تتواصل المواجهات العسكرية بين قوى ما يسمونها (الثورة) وبدعم من بعض الأنظمة العربية والأجنبية. ويوماً بعد يوم يزداد الوضع في ليبيا سوداوية ولا شيء إيجابياً يلوح في أفقها.
في سوريا بقي الوضع العام في 2018 كما هو، حروباً ومواجهات مستمرة نتيجة التآمر العربي الغربي على شعبها وأرضها، فيما أثبت النظام السوري قوته وحنكته السياسية في مواجهة كل صور وأشكال التآمر والحرب الكونية عليه.
والعراق، الذي تخلصت قوى (ثورته) من نظام صدام حسين قبل 14 عاماً أو تزيد، لا يزال يعيش وضعاً اقتصادياً سيئاً رغم تصديره للملايين من براميل النفط. المطالبات الشعبية بتحسين الوضع الاقتصادي والصحي والخدماتي والمعيشي تواصلت في العام 2018، وبدت بوضوح بالمظاهرات الشعبية في عدد من مدنه.
وفي لبنان ما زالت حالة الشد والجذب هي المتسيدة. أزماته متواصلة والوضع الاقتصادي يمضي صوب الانهيار. وكل ذلك بفعل تدخل بعض الأنظمة العربية في شؤونه الداخلية.
الصومال لم يتعافَ منذ 40 عاماً، ودخل مبكراً في استراتيجية أمريكا لما بعد الحرب الباردة كإحدى الدول المهمة في القرن الأفريقي والمطلة على خليج عدن والمفتوح بحرها على المحيط الهندي.
السودان من جانبه ليس أحسن حظاً من سابقاته، فقد اختتم عامه الماضي بمظاهرات شعبية واسعة تطالب بإسقاط نظامه الذي تسبب بتقسيم السودان وتدمير اقتصاده وتجويع شعبه!
وفي المقابل لاتزال الأنظمة الخليجية تتبادل الاتهامات فيما بينها والاتجاه صوب إظهار مساوئ كل منها، من خلال الخطاب السياسي والإعلامي الذي تفوح منه راوئح نتنة وصلت إلى عنان السماء!
صورة مختصرة للوضع العربي المأساوي الذي ساد خلال العام 2018م، وأكد بالمطلق حالة البؤس التي تعيشها الأنظمة العربية نتيجة تآمراتها على بعضها بصورة فجة وقبيحة!
والسؤال الأخير هو: إلى أين تتجه البلدان العربية بأنظمتها المليئة بالحقد والكراهية تجاه بعضها؟!

أترك تعليقاً

التعليقات