قضي الأمر ولا شرعية لهادي!
 

راسل القرشي

منذ بداية العدوان ونحن نقول ونؤكد أن أنظمة التحالف العدواني على اليمن لم تأت لإعادة ما تسمى شرعية هادي وحكومته، كما لم تأت من أجل المسميات الأخرى التي كانت تدعيها وتتخذها مبرراً وحجة لعدوانها، ومنها الديمقراطية التي وعدت بالإتيان بها إلى اليمن، ووقف المد الإيراني في المنطقة، والحفاظ على أمن ووحدة اليمن وسيادته واستقراره!
ها هو تحالف إعادة (الشرعية) يكشف عن وجهه الحقيقي بعد 3 سنوات من المغالطات والأكاذيب بإسقاطه لهذه (الشرعية) وإخراجها من عدن والمحافظات الجنوبية غير مأسوف عليها..؛ ومعها سقطت الذريعة الرئيسية التي شن التحالف عدوانه من أجلها.. لم يعد لشرعية هادي وحكومته أية سلطة في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى بعد سيطرة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، وبدا وضعها مؤسفاً للغاية، خاصة بعد مواقف النظام السعودي وبقية الدول الداعمة للتحالف من أحداث عدن، والتي ظهرت فيها غير مبالية بما يحدث، وإعادة تعبيرها عن القلق الذي تشعر به نتيجة الأحداث المشتعلة، وهو القلق الذي لم يتغير منذ 3 سنوات.. ما يعني أنها موافقة على ما حدث، ومؤيدة للنتائج التي آلت إليها أحداث عدن الأخيرة..!
سقطت شرعية هادي وحكومته التي تم استخدامها منذ البداية كمبرر وذريعة لهذا العدوان، والوصول إلى الأهداف والغايات الحقيقية منه، وهو تفتيت اليمن وتقسيمها وتحويلها إلى كانتونات صغيرة متصارعة، والسيطرة الكلية على المناطق الساحلية المهمة، وفي مقدمتها مضيق باب المندب والمناطق المحيطة به، والكثير من الجزر الاستراتيجية اليمنية، وعلى رأسها جزيرة سقطرى!
كان الهدف هو تغيير خارطة الجمهورية اليمنية، وهذا ما يحدث الآن، ونراه واقعاً بعد أن حذرنا منه منذ البداية..
فكيف ينظر هادي وحكومته ومكوناتها التي استنجدت بالنظامين السعودي والإماراتي وغيرهما من الأنظمة المنضوية في إطار التحالف، لشن هذا العدوان التدميري وقتل اليمنيين وإعادتهم إلى حكم اليمن..؟!
لم تعد لهادي سلطة في عدن، وأصبح المجلس الانتقالي هو صاحب السلطة والقرار..، وإن بقيت واستمرت الحكومة متواجدة في عدن، فذلك يعد شكلياً ليس أكثر، وأيضاً بهدف مواصلة خداع الشعب وإظهار التحالف بمظهر الحريص على اليمن والقضية اليمنية، ومواصلة حديثه عن الشرعية المزعومة..
نعم.. هكذا تحولت حكومة هادي إلى موظفة تحت رقابة وسلطة وإشراف المجلس الانتقالي، وستعمل على تنفيذ كل قراراته أياً كانت، وخاصة في ما يتعلق بتعيين المحافظين والقيادات الأمنية، وكل صغيرة وكبيرة تخص المحافظات الجنوبية.. ولن تكون قراراتها سارية إلا على المحافظات الشمالية بحجة أنها صاحبة (الشرعية) والحاكم الفعلي لتلك المحافظات..!
اليوم، التحالف صاحب المخطط التخريبي التفتيتي في اليمن، والمؤيد لمطالب المجلس الانتقالي، يواصل الظهور بمظهر الحريص على وحدة اليمن واليمنيين، وعلى الشرعية التي استخدمها أداة لتنفيذ مخططه ليس من أجل عيون هادي وبن دغر وبقية الشلة، ولكن حتى ينهي ويستكمل تنفيذ مخططه، ولن يجد هادي وحكومته في النهاية إلا مزبلة التاريخ تؤويهم وترحب بهم غير مأسوف عليهم.. 
ويقيناً هكذا ستكون النهاية المتوقعة: حكومة في الجنوب وأخرى في الشمال، مع سيطرة حتمية للنظامين الإماراتي والسعودي، ومعهما بقية أقطاب التحالف، على أجزاء ومساحات واسعة من الأراضي والسواحل اليمنية، وفرض وصايتهما الكاملة على سلطات الداخل.. 
قضي الأمر يا هادي.. وما أشبه الليلة بالبارحة..! 

أترك تعليقاً

التعليقات