العدوان يفرض سلطته على البرلمانيين
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

منذ أكثر من عامين والنظام السعودي يصر على ضرورة انعقاد مجلس النواب من قبل الاعضاء المتواجدين في الخارج. والهدف واضح ويعلمه نواب الشعب جيداً.
إن إصرار النظام السعودي على انعقاد جلسة للنواب الغاية منه تعزيز إجراءاته الاحتلالية وتمرير مخططه الذي جاء بعدوانه البربري الغاشم من أجل تحقيقها؛ ومن أهمها إعادة رسم الحدود اليمنية السعودية بخرائط جديدة مغايرة للسابقة تماماً وضمان مد أنابيب النفط إلى الميناء المزمع إنشاؤه في محافظة المهرة، واتفاقات تأجير بعض الجزر الاستراتيجية اليمنية وتشغيل الموانئ اليمنية والاستحواذ على باب المندب وغيرها من الأطماع السعودية الإماراتية التي كنا سردناها وتحدثنا عنها في اوقات سابقة منذ بدء العدوان على اليمن.
وفي وقت سابق كشف أبناء محافظة المهرة حقيقة وتوجهات النظام السعودي والإماراتي في اليمن، وأدركوا أن المخطط كبير ويستهدف السيطرة والهيمنة على اليمن، وما مزاعم "الشرعية" إلا تغطية للوصول إلى تحقيق مآربهم وأهدافهم الاستحواذية والاستعمارية الجديدة التي تقودها بعض الأنظمة العربية التي ارتمت في حضن الأجنبي وذهبت تنفذ الأجندة الغربية على حساب اليمن واليمنيين.
إن فرض الهيمنة والسيطرة والاستحواذ على المناطق الساحلية اليمنية الممتدة من البحر العربي إلى باب المندب وصولاً إلى الحديدة وميدي هو الهدف الرئيسي من هذا العدوان الأمريكي الغربي - العربي وما إيران و"الشرعية" المزعومة سوى شماعة يعلق عليها العدوان جرائمه وتدميره لليمن واستيلائه على الشريط الساحلي اليمني الواسع والكبير.
ولا شك أن المحاولات البائسة واليائسة لاستنساخ مجلس للنواب من قبل النظام السعودي تهدف إلى شرعنة توجهاته على حساب السيادة اليمنية، ولن يكون لها أي شرعية باعتبار البلاد تمر بمرحلة انقسامات شديدة تجعل من المستحيل التعامل مع أي قرار يتخذه عدد من اعضاء مجلس النواب في الخارج.. كما أن أي قرارات يتخذها هؤلاء الأعضاء لا شرعية لها.
إن مصيبتنا في من لا يعون هذه الحقيقة ويتوهمون أن ما يقومون به سيعطيهم دوراً في المرحلة القادمة ولم يستفيدوا من دروس من سبقوهم. والأحمق من لا يستفيد من أخطاء غيره.
لقد أصبحت اللعبة واضحة ولم يعد في هذا العدوان أي شيء ملتبس، فالمستهدف من هذه الحرب العدوانية المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات هو اليمن براً وبحراً، أرضاً وإنساناً.
لقد وضعت ما تسمى "الشرعية" نفسها بين كماشتين، وها هي اليوم عاجزة عن تبرير ما تسعى إليه السعودية والإمارات على الأراضي اليمنية أو رفض تلك المساعي الاحتلالية والاستحواذية التي لم ولن تقبل تلك الدولتان إلا بتحقيقها مهما كلفهما من ثمن. 
هذه الأهداف بالنسبة للسعودية والإمارات تمثل ثمن هذه الحرب التي استدعيتا إليها من قبل رئيس منتهية ولايته وشرعية فاقدة لوجودها؛ فكيف لهما إيقاف العدوان وانهاء الحرب وجعل اليمنيين يتحاورون ويتوصلون لإنهاء أزمتهم، وأهدافهما لم تتحقق؟! 
إن استنساخ مجلس نواب آخر لا يخدم اليمنيين على الإطلاق بقدر ما يخدم العدوان، كونه يبحث عن شرعية تمنحه سلطة الاحتلال على أجزاء واسعة من اليمن وبما يقود إلى تحقيق مخططه المكشوف والمفضوح.
كما أن هذا الاستنساخ سيضرب كل الاتفاقات المتفق عليها في السويد بمقتل، كما سيقود إلى تدمير العملية السياسية التشاورية التي يرعاها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث.
ويبدو أن المخطط المعتمل حالياً هدفه الوصول إلى هذه الغاية التي ستزيد من عمر العدوان والحرب والحصار على اليمن واليمنيين.

أترك تعليقاً

التعليقات