تركيا «أردوغان» إلى أين؟!
- راسل القرشي الجمعة , 15 نـوفـمـبـر , 2019 الساعة 5:30:10 PM
- 0 تعليقات
راسل القرشي / لا ميديا -
قبل 3 أسابيع، وصف الرئيس التركي أردوغان بلاده بأنها وريث الإمبراطورية العثمانية، مشيراً إلى سعيه لإحياء ما وصفه بالمجد القديم للأتراك..
وكان أردوغان قد قال ذلك تعليقاً على ما تشهده ليبيا من صراع بين حكومة الوفاق المدعومة من قبله، وقوات حفتر التي تهدف إلى دخول طرابلس والقضاء على حكومة الإخوان المسلمين الممثلة بـ"الوفاق" والتي يصفها حفتر وداعموه بالإرهابية والداعمة للإرهاب في ليبيا.
الرئيس التركي أردوغان قال أيضاً بأن لبلاده الحق بالتدخل في الشأن الليبي باعتبار أن ليبيا إرث أجداده وجغرافيتها جزء من الإمبراطورية العثمانية..
ويقصد أردوغان هنا أن ليبيا التي تشكل الضفة الأخرى للمتوسط. وعلينا أن نأخذ في الاعتبار ونحن نقف على تصريح أردوغان ما يجري من صراع محموم على النفط والغاز بين دول المتوسط وبحر إيجه، والمقصود هنا اليونان وتركيا ومصر ولبنان وفلسطين في ظل كيان العدو الصهيوني، وفي هذا المنحى علينا ألا نتجاهل دور إيطاليا وفرنسا وهو معروف في هذا الجانب تجاه ليبيا على وجه الخصوص..
أردوغان يفتش دفاتر أسلافه العثمانيين الأتراك انطلاقاً من فكرة الإمبراطورية العثمانية الجديدة الراسخة في ذهنه، وعلينا أن نتصور حجم الوهم في عقلية التركي الطوراني.
أردوغان وبما قاله في هذا الشأن أثبت تدخله المباشر في ليبيا ودعمه لحكومة الوفاق التي اتضح بانها أداة من أدوات إمبراطوريته التي يطمح إلى إعادتها؛ وكما يدعم أيضاً جماعات الإخوان المسلمين في الكثير من البلدان العربية ومنها اليمن وسوريا.
ولم يخفِ أردوغان هذا الأمر حيث قال إن "الأتراك يتواجدون في ليبيا وسوريا من أجل حقهم وحق إخوانهم في المستقبل"، مضيفا أن "الأتراك اليوم يتواجدون في جغرافيتهم احتراماً لإرث الأجداد"!
بهذه التصريحات الاستعمارية التي أطلقها أردوغان كشف عن النوايا الحقيقية من وراء الدعم الذي تقدمه أنقرة إلى حكومة الوفاق والجماعات الإسلامية المنتشرة في الغرب الليبي، ودعمه السابق والذي لم ينتهِ بعد لجماعة الإخوان في سوريا ومن أجلها شن عدوانه على سوريا تحت مسمى عملية "نبع السلام"!
كل ما يحدث في ليبيا وراءه تركيا العثمانية من جهة، ودول عربية وغربية من جهة أخرى. وجميعها لا تريد لهذا البلد العربي إنهاء صراعاته؛ تريده أن يبقى في هذه الحالة المؤسفة التي يعيشها. المهم أن تكون آبار النفط بعيدة عن كل ما يحدث وقريبة من طموحات تركيا في نفط وغاز المتوسط!
لهذا، ليبيا اليوم غارقة منذ 8 سنوات في حروب وصراعات لا تهدأ أو تنام، وأصبح الداعمون يكشفون عن دعمهم لهذا الطرف أو ذاك وبوضوح.
حروب وصراعات تقف وراءها وتؤججها تركيا خدمة لتقاطعات أجندتها مع الأجندة الأمريكية و"الإسرائيلية" التي تتصادم في أحيان كثيرة، لكن مازال هذا التصادم "على خفيف".
تركيا تبحث عن الزوايا وتعمل استدارة باتجاهات مغايرة لتحالفاتها السابقة، لكن إلى أي مدى تستطيع استكمالها؟! وإلى أي مدى أيضاً طموحات أردوغان قابلة للتحقيق؟!
المصدر راسل القرشي
زيارة جميع مقالات: راسل القرشي