حائط الصد في مواجهة الأوبئة
 

راسل القرشي

راسل القرشي  / لا ميديا -

مازال فيروس كورونا يحتل مقدمة الأخبار العالمية في كافة مجالات الحياة سياسياً واقتصادياً وتعليمياً وحتى رياضياً، وبدت معه دول العالم عاجزة عن إيجاد المصل الذي ينهي كل أشكال الفوضى والمخاوف المتصاعدة التي أحدثها الفيروس.
أكثر من 100 دولة في العالم اجتاحها كورونا، ما دفعها إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية الصارمة، والتي وصلت حد منع دخول شعوب بعض البلدان المتفشي فيها الفيروس، مثلما أعلنت النمسا حظر دخول الإيطاليين إليها.
كورونا الذي بدأ اكتشافه في الصين انتشر منها إلى بقية دول العالم بسرعة فائقة، ولم تنفع كل الإجراءات التي اتخذتها دول العالم لمنع وصوله إليها، حتى أصبحت معظم دول العالم تعيش في حالة خوف ورعب، خاصة تلك التي تفشى فيها كورونا.
أضرار اقتصادية كبيرة خلفها حتى الآن هذا الاجتياح الجنوني للفيروس على معظم دول العالم وتوقفت أشكال الحياة فيها بشكل كبير على كافة المستويات العملية تعليميا وسياحيا ورياضياً...
في الصين توقف التعليم في المناطق الموبوءة وفي غيرها، وتحول إلى تعليم عن بعد عبر الانترنت، فيما دول أخرى أوقفت التعليم دون تفعيل أية إجراءات أخرى كونها تفتقر للإمكانات التي تمتلكها الصين وكون التعليم فيها لم يرتقِ بعد إلى ذلك المستوى الكبير الذي وصلته الصين باعتبارها من الدول الكبرى تقدما على مستوى العالم والأكثر سيطرة على الاقتصاد العالمي.
لم تتوقف الحياة على المستوى التعليمي في كثير من الدول التي تم اكتشاف حالات مصابة بالفيروس فحسب، بل أوقفت هذه الدول كل أشكال التجمعات وخاصة على المستوى الرياضي، وبدت شعوبها تعيش في رعب وخوف حقيقيين، ولجأ الكثير منهم إلى المكوث في منازلهم خوفاً من الإصابة بهذا الوباء.
وأنا هنا من خلال هذا السرد لا أقلل من خطورة هذا الوباء ومن حجم انتشاره الكبير على المستوى العالمي، ولكن ينبغي تكثيف البرامج التوعوية والإرشادات الطبية والغذائية التي يمكن من خلالها مواجهة هذا الوباء الذي أثبت أنه لا يقود إلا إلى موت من يعانون من ضعف المناعة.
نحن الآن في اليمن نتابع كل ما ينشر حول الفيروس في مختلف دول العالم، ونحمد الله أنه لم يتم اكتشاف أية حاله مصابة به، ونرجو من الله أن يبعده عنا، فنحن لا نمتلك أبسط الإمكانات التي تمكننا من مواجهة هذا الفيروس في ظل الحصار الجائر المفروض على اليمن واليمنيين منذ 5 أعوام مضت، وهو ما أدى إلى نقص شديد في المتطلبات الدوائية والإسعافية. كما أدى إلى إغلاق الكثير من المراكز الصحية في مناطق عدة من بلادنا الحبيبة.
ووسط هذه المعاناة التي تتزايد يوماً بعد آخر لدينا إمكانات أخرى باستطاعتنا نحن اليمنيين عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر الإسهام الفاعل للمنظمات المدنية اعتمادها كجزء من الإجراءات الاحترازية التي ينبغي اتخاذها من الآن. وتتضمن التوعية الجادة والمسؤولة بخطورة هذا الوباء والطرق التي ينبغي اتباعها للوقاية من هذا الوباء.
التوعية الإعلامية من جانب والغذائية من جانب آخر يشكلان أهمية كبرى لتفادي الكثير من الأمراض والأوبئة وفي مقدمتها سوء التغذية التي تعاني منها الكثير من المناطق اليمنية، وخاصة في ظل الظروف الراهنة الناتجة عن العدوان والحصار.
الجانب التوعوي له أهمية كبيرة في شتى مناحي الحياة، وخاصة في مجتمعاتنا المحلية التي تعاني من قصور كبير في الوعي الغذائي وغيرها من الجوانب الحياتية. وهنا أشدد على ضرورة التوجه نحو هذا الجانب لأهميته في الوقاية من الكثير من الأوبئة والأمراض، ومنها هذا الوباء الخطير المتفشي حالياً في مختلف دول العالم.
هذا الجانب يساعد الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي على تحقيق مستوى تغذوي سليم من جهة، والترويج للنظم الغذائية السليمة وأنماط الحياة الصحية وتعزيز الأمن الغذائي لمجمل السكان من جهة أخرى.
كما أن التوعية التغذوية ينبغي أن تشمل أيضا توجيهات بشأن أساليب الحياة الصحية وبشأن النشاط البدني بوجه خاص.
وهنا اشدد على ضرورة اعتماد هذا الإجراء الاحترازي كمادة او حصة توعوية في المدارس التعليمية على وجه الخصوص، لزيادة الوعي بين الطلاب بخطورة كافة الأوبئة. ولا أعتقد أننا عاجزون عن تبني مثل هذه الخطوة والبدء بها من الآن.

أترك تعليقاً

التعليقات