التاريخ لا يعود إلى الخلف
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

يواصل أردوغان غطرسته ونفش ريشه كالطاووس غير مبالٍ بحياة المدنيين ولا بتحذيرات المجتمع الدولي من حوله.. ووصل به الأمر إلى التهديد والوعيد، وقال: "إذا لزم الأمر يمكن أن نواجه الدول السبع الكبرى، ولن نسمح بتقليل اعتبار شعبنا".
أردوغان وأمثاله يقودون المنطقة إلى حرب لا تبقي ولا تذر، ونراه اليوم في عمليته التي سماها "نبع السلام"، ينفذ نفس السياسة الإسرائيلية التوسعية التي مارسها الكيان الصهيوني منذ العام 1948م في الأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية والمصرية.. وهو بهذا التوجه يكشف عن طموحاته التوسعية على حساب الأراضي السورية والعراقية.
قال أردوغان: "عملية نبع السلام هدفها تطهير الأراضي من منبج إلى الحدود العراقية، وسنستمر حتى إنجاز هذا الهدف".. وهو بما قاله يؤكد ما ذهب إليه الكثير من المحللين السياسيين الذين أشاروا إلى أن أردوغان لديه طموحات توسعية، ولا يستبعد أنه يتخذ من قضية اللاجئين ذريعة لتحقيق أو للوصول إلى أهدافه الكبرى من وراء هذه العملية العسكرية الواسعة، وإحداث تغيير ديموغرافي شمال سوريا لصالح الطموح "العصملي"..!
تركيا وعبر سلطانها الطامح لإعادة المجد العثماني، يكرر نفس الأعمال التي قام بها السلطان عبدالحميد الذي سهل لإسرائيل تواجدها في الأراضي الفلسطينية.. والتاريخ يذكر الدور الذي قامت به المنظمة الصهيونية العالمية، وكيف تحول ولاة الامبراطورية العثمانية إلى "سماسرة" عندها، ومكنوها من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية إما عن طريق تسهيل عملية شراء الصهاينة لأراضي الفلسطينيين، أو إجبار الفلسطينيين على بيعها لممثلي السلطات العثمانية ليقوموا هم ببيعها للمنظمة الصهيونية، أو بالاستحواذ عليها وبيعها لليهود..!
السلطان عبدالحميد يكاد يكون أردوغان اليوم شبيهاً له، فالأخير يعلن كما كان يعلن سلطانه قبل أكثر من قرن أنه مع فلسطين، ويرتبط بعلاقة مع المنظمة الصهيونية العالمية، وهو الأمر نفسه اليوم، ولسنا بحاجة إلى أن نتحدث عن علاقة تركيا بكيان العدو الصهيوني.
التاريخ لا يكذب، وهذه هي الحقائق المدونة بوضوح.. وأردوغان وعبر خطاباته التي يلقيها في الداخل التركي أو خارجها، يتباهى بالمجد التركي وبالإمبراطورية العثمانية، ويحلم واهماً بإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية.
مرة أخرى نقول إن التاريخ لا يعود إلى الخلف، ولا يتكرر مرتين إلا كمأساة وملهاة.
كل ما يقوله أردوغان حول اللاجئين وإعادتهم إلى الأراضي السورية يندرج في إطار الكذب الأبيض الذي يروج له أردوغان منذ وصوله للسلطة، والجميع يعلم الأهداف الحقيقية التي يخبئها أردوغان وراء هذا العدوان على الأراضي السورية.
ليس الهدف أن يوفر الملجأ الآمن للاجئين كما يقول، وإنما الهدف طرد السكان الأصليين وإحداث تغيير ديموغرافي لصالح المخططات العدوانية تجاه سوريا والعراق.
الخلاصة أن أردوغان سيفشل، وفشله سيكون نهاية لما تبقى من الحلم العثماني المريض في القرن الحادي والعشرين.

أترك تعليقاً

التعليقات