ديمقراطية الإدارة الأمريكية!
 

راسل القرشي

راسل القرشي 

ليس بخافٍ الممارسات اللاأخلاقية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية تجاه معظم دول العالم، وخاصة النامية منها، لفرض توجهاتها عليها ولي أذرع أنظمتها وتنفيذ ما تريده دون قيد أو شرط.
الولايات المتحدة بممارساتها البابوية على تلك البلدان، تؤكد سطوتها وجبروتها وسياستها البعيدة عن القيم والأخلاق.. لا ديمقراطية تعنيها ولا شعوب، وإنما مصالحها وتوجهاتها هي الأولى والأهم.. وما دون ذلك فليذهب إلى الجحيم وفق قوانينها الاستبدادية الاستعمارية..
هذه هي السياسة الأمريكية تجاه معظم دول العالم، حتى مع الدول الكبرى الأخرى، تهديد ووعيد وتدخل في شؤونها، واتهامات تنطلق أساساً وفق قاعدة لي الأذرع وفرض الهيمنة، وتأكيدها أيضاً على فرض ما تريد.
رأينا ممارسات وتوجهات الإدارة الأمريكية في أكثر من دولة في العالم، خلال القرن الماضي، وطيلة الـ18 عاماً الماضية من القرن الحالي.. ولا نعتقد أن هناك أحداً قد نسي أو تناسى ما حدث للعراق وما يحدث في سوريا وليبيا واليمن.. إضافة لسياساتها المؤيدة للكيان الصهيوني تجاه القضية الفلسطينية والعربية عموماً.
عملت على إسقاط أنظمة وإحلال أخرى بديلاً عنها من منطلق معاداة تلك الأنظمة لإداراتها المتتابعة وللسياسة الأمريكية بالعموم.. ولم تكتفِ بذلك، بل زعزعت الأمن والاستقرار في إطارها، وخلقت فوضى عارمة ما زالت تعاني منها بعد مرور سنوات من تدخلها في شؤونها.
اليوم تكرر الإدارة الأمريكية نفس سياستها التي لم ولن تتغير وإن تغير قادتها، في فنزويلا، كون نظام مادورو ذي الشعبية الواسعة من الأنظمة المعادية لها والداعمة لأحقية الشعوب المحتلة في إقامة دولها، كما هو حاصل في فلسطين المحتلة.
مادورو الذي أدى اليمين الدستورية قبل أيام لفترة رئاسية ثانية، أثار حفيظة الإدارة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية التي تدّعي احترامها للديمقراطية ونتائجها، وذهبت تطالب بإجراء انتخابات أخرى، كون السابقة لم تكن نزيهة، أو بالأصح لم تقد إلى هزيمة مادورو..!
لقد أكدت الإدارة الأمريكية وعدد من حلفائها الأوروبيين عدم اعترافها بنظام مادورو تحت ذريعة أن الانتخابات التي أجريت في فنزويلا، منتصف العام الماضي، صاحبها الكثير من الاختلالات.. وذهبت صوب الاعتراف برئاسة المعارض خوان غوايدو رئيساً بالوكالة..!
هذه هي الإدارة الأمريكية التي نفذت مثل هذه الممارسات اللاديمقراطية في أكثر من بلد، وكشفت أن الديمقراطية التي لا تنسجم مع توجهاتها، والانتخابات التي تقود إلى هزيمة من تدعمها، هي غير نزيهة، والادعاء بأنها باطلة.
استغلال الوضع الاقتصادي السيئ لفنزويلا لإسقاط نظام وإحلال بديل عنه من قبل أنظمة تكشف تناقضها مع قيمها، يعد تدخلاً سافراً في شأنها، وهو الوصف الذي أطلقته روسيا والصين والمكسيك ودول أخرى، ورفضت توجهات الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية المعروفة بتاريخها الاستعماري والاستبدادي في أكثر من دولة في العالم.
هذه هي ديمقراطية الولايات المتحدة الأمريكية.. الديمقراطية التي لا تؤمن بحق الشعوب، وتكشف على الدوام أنها بلا قيم وبلا أخلاق.

أترك تعليقاً

التعليقات