راسل القرشي

كشف تقرير إعلامي نشرته وكالة (أسوشيتد برس)، منتصف الأسبوع الماضي، أن حلفاء أمريكا العرب يمولون الإرهابيين في اليمن.
التقرير الذي نشرته (أسوشيتد برس) ليس جديداً، بل سبق أن أكدت الكثير من المصادر الغربية تمويل النظام السعودي وحلفائه لهذه المنظمات الإرهابية في اليمن، وأبرمت اتفاقات مع قادتها للمشاركة في العدوان الذي يشن على بلادنا منذ أكثر من 3 سنوات..
قالت الوكالة إن الرياض وأبوظبي (دفعتا الأموال لتنظيم القاعدة مقابل خروجه وعناصره من مناطق سيطروا عليها في اليمن)، مشيرة إلى أن (الأمر تعدى ذلك إلى قيام قوات مدعومة من التحالف العربي بالعمل على تجنيد مسلحين من القاعدة في قتالها ضد الحوثيين).
أنظمة الخليج المتحالفة اليوم في عدوانها على اليمن، وفي مقدمتها النظام السعودي، لديها تاريخ طويل في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية ليس على المستوى المادي والعسكري فحسب، بل وحتى الأخلاقي.. فهي اليوم تعلن عن محاربة الإرهاب من جهة، وتعمل على تمويل ودعم وإيواء مختلف قيادات التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى..!
جماعات إرهابية متعددة يدعمها ويمولها ويسلحها النظام السعودي في اليمن، وسبق أن حددتها أو صنفتها الإمارات ضمن الجماعات والكيانات الإرهابية، ومنها جماعة الإخوان المسلمين، ورفضت دعمها أو التعامل معها، ومواقفها حولها معلنة ومنشورة في الكثير من الوسائل الإعلامية، وخاصة منها التابعة للعدوان..
ألا يمثل هذا تناقضاً واضحاً لدى هذه الدول التي تتحالف اليوم معاً لمحاربة ومكافحة الإرهاب؟!
هناك ازدواجية واضحة ومكشوفة في التعامل مع هذا الملف.. فما الهدف الحقيقي من وراء هذه الازدواجية؟ ولماذا هذا التناقض المعتمل؟
وكالة (أسوشيتد برس) تطرقت أيضاً إلى الدور الأمريكي في مجمل الصفقات التي عقدتها الرياض وأبوظبي، فقالت إنها (تمت بعلمها، وقد أمّنت القوات الأمريكية انسحاب مسلحين من التنظيم بما استولوا عليه من الأسلحة من بعض المناطق اليمنية، وخاصة من مدينة المكلا و7 مناطق في محافظة أبين)..
لقد أظهرت عدسات الكاميرات التابعة للقنوات الفضائية مقاتلي القاعدة ضمن قوات التحالف بقيادة السعودية.. وكذب النظام السعودي التمويل والدعم والصفقات التي أبرمها مع التنظيمات الإرهابية، إلا أن الحقائق والتقارير المنشورة والمدعمة بمعلومات استخباراتية عرت النظام السعودي وحلفاءه، وكشفت أكاذيبهم ومغالطاتهم..
لم تكتفِ وكالة (أسوشيتد برس) بما سبقت الإشارة إليه، بل لفتت إلى أن تلك الصفقات تضمنت كذلك (ضم 10 آلاف من رجال القبائل المحليين، بمن في ذلك 250 من مقاتلي القاعدة، إلى الحزام الأمني، القوة اليمنية المدعومة إماراتياً في المنطقة).. كما قال أحد مفاوضي القاعدة وقياديون في الحزام الأمني..!
وقالت الوكالة إنها استندت في تقريرها إلى (تقارير في اليمن ومقابلات مع أكثر من 20 مسؤولاً، بينهم ضباط أمن يمنيون وقادة جماعات ووسطاء قبليون و4 أعضاء في القاعدة).
وهكذا يتأكد أن الإرهاب يمثل الصندوق الأسود للنظامين السعودي والأمريكي وبعض حلفائهما، ويتم استخدامه لتمرير سياساتهم في أكثر من مكان.. إن ما تقوم به الجماعات الإرهابية اليوم تحت لواء التحالف، يتم بدعم مباشر ومعلن من النظامين السعودي والأمريكي.. 
منذ أكثر من 3 أعوام وتلك الأنظمة تمد هذه الجماعات بالمال والسلاح، حتى أصبحت جزءاً رئيسياً مما يسمى (الجيش الوطني)، وتسند إليها مهمة إشعال المعارك في مختلف الجبهات، كما أسهمت هذه الأنظمة، وفي مقدمتها النظام السعودي، في تمدد وتوسع الجماعات الإرهابية في أكثر من منطقة في المحافظات الجنوبية، وزيادة خطورتها ليس على اليمن فحسب، وإنما على المنطقة والعالم بشكل عام..

أترك تعليقاً

التعليقات