موظفو إغاثة أم خبراء عسكريون؟!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

العلاقة الوطيدة بين إخوان اليمن, ممثلين بالتجمع اليمني للإصلاح، وتركيا، ليس هدفها بريئاً، وإنما تنفيذ مخطط يديره حزب الإصلاح لعودة العثمانيين إلى اليمن، وتنفيذ مطامع أردوغان الحالم بإعادة امبراطورية أجداده في الدول العربية التي كان العثمانيون يحتلونها، ومنها اليمن، خلال الفترة بين 1583 و1918م.
تجلت هذه العلاقة بعد أن أسهمت قيادات حزب الاصلاح في بناء النصب التذكاري للجنود الأتراك الذين قتلوا في اليمن، وذلك مطلع يناير 2011م، وسط معارضة شعبية وحزبية، كون إقامة هذا النصب نسف تاريخ اليمن النضالي وخلد الغزاة وقتلاهم، أي قبل اندلاع الفوضى العربية في اليمن بحوالي شهر، وحينها أعلن أردوغان دعمه الكامل لهذه الفوضى، وكشف عن التنسيق والتواصل بينه وبين قيادات حزب الإصلاح التي ارتمت بكل ثقلها في أحضانه، وبدأ التنسيق والتواصل بينهم في أكثر من اتجاه، وعلى نطاق واسع..!
قبل حوالي شهر طالب من يسمى الملحق العسكري في السفارة اليمنية بأنقرة, عسكر زعيل، أحد أجنحة حزب الإصلاح العسكرية، في مقطع فيديو تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي...  طالب بعودة الوجود التركي إلى اليمن، معتبراً أن "من لا يقرأ التاريخ لا يستطيع استشراف مستقبل بلده".
وأشار إلى أن مساعي إخوان اليمن لنسج علاقات مع تركيا تهدف إلى إعادة ما وصفها بـ"الحضارة والتاريخ العثماني إلى أرض اليمن".  
وأشاد بفترة الاحتلال العثماني لليمن بين عامي 1583 و1918م، باعتبارها الفترة التي شهدت "نهضة عمرانية فريدة"..!
بعد هذه التصريحات التي أطلقها هذا الزعيل، كشفت وثائق رسمية نشرتها إحدى الصحف الأهلية الصادرة من عدن، عن تزايد تدفق أتراك إلى مناطق يمنية عدة، منذ العامين الماضيين وحتى العام الجاري، تحت مظلة العمل الإغاثي والإنساني، وبدعم مباشر من حزب الإصلاح الذي يمثل جناح أردوغان في اليمن، ويعمل على تنفيذ كل توجهاته الساعية إلى إعادة الاستعمار التركي "العثماني" إلى البلاد.
ووفقاً للصحيفة، فإن هؤلاء الأتراك تلقوا بالفعل كافة إجراءات دخولهم وتصاريح تسهل من تحركاتهم في المناطق الواقعة تحت سيطرة ما تسمى الحكومة الشرعية، وخصوصاً عبر منافذ محافظة المهرة الحدودية مع سلطة عُمان..!
كما أوضحت الوثائق -حسب الصحيفة- أن عشرات الأتراك تمكنوا من الدخول إلى البلاد في العامين الماضيين، ويتمركزون بمحافظتي مأرب وحضرموت.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أمنيين وحكوميين أن العديد من المنظمات التركية أصبح لها موطئ قدم في عدد من المناطق الشمالية وكذا الجنوبية، من خلال الشراكة والعمل مع جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية في الجانب الإغاثي، وخصوصاً منظمتي IHH ومنظمة دينز فنري التركيتين، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن تصاريح دخول الأتراك مستمرة، ولم يتم تسجيل أية عمليات لخروج من دخلوا البلاد قبل أكثر من عامين، على الرغم من انتهاء أعمالهم الإنسانية والإغاثية التي جاؤوا من أجلها..!
وهنا يبقى السؤال الأهم: ما الأسباب الحقيقية وراء دخول هؤلاء الأتراك إلى البلاد؟ وهل حقاً يعملون في الجانب الإنساني والإغاثي، أم أنهم خبراء وعسكريون تم استقدامهم إلى اليمن بتنسيق مشترك بين أردوغان وقيادات حزب الإصلاح...؟!

أترك تعليقاً

التعليقات