فردتا حذاء أمريكا
 

راسل القرشي

راسل القرشي  / لا ميديا -

انشغل العالم ككل بمتابعة مجريات الانتخابات الأمريكية ونحن من بينهم أيضاً، رغم أن نتيجتها لم ولن تغير شيئاً في السياسة الأمريكية تجاه بلداننا العربية والمنطقة عموماً، عدا حلفاءهم في المنطقة، وفي المقدمة الدول الخليجية التي تعد السياسة الأمريكية تجاهها ثابتة وواضحة مهما تغير الرؤساء الأمريكيون أكانوا جمهوريين أم ديمقراطيين. والاستفادة تكمن هنا في إبقاء الحماية الأمريكية لها مقابل الأموال الكبيرة التي تجنيها أمريكا منهم، أي ليس حباً فيهم وإنما في أموالهم التي تعتمد عليها الإدارة الأمريكية في إنعاش اقتصادها.
كل 4 سنوات ننشغل مع العالم بمتابعة هذه الانتخابات، والمشكلة أنه لم ولن يعود علينا منها شيئاً والمستفيد الوحيد منها هو الكيان الصهيوني شئنا أم أبينا.
الجمهوريون والديمقراطيون يلتقون في الكثير من القضايا الكبرى على المستوى الخارجي وجميعهم يتفقون في إبقاء الولايات المتحدة مسيطرة على العالم. وفي هذا الاتجاه لا يختلف بايدن عن ترامب فيما يتعلق بالصين وروسيا والشرق الأوسط، ولا ننسى أيضاً أن بايدن صوّت لمصلحة الحرب على العراق في 2003.
ماذا عنا في اليمن؟! هل فوز بايدن سيغير في أمر العدوان شيئاً، مع علمنا أن قرار العدوان على اليمن كان قراراً أمريكياً، حيث بدأ شن هذا العدوان في عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.
موقف الإدارة الأمريكية أكان رئيس هذه الإدارة جمهورياً أم ديمقراطياً لم ولن يتغير، ولن يتجه بايدن في حال فوزه حتى بطلب قادة العدوان بالتوقف عن استهداف المدنيين!
الرئيس الأمريكي الديمقراطي السابق باراك أوباما ورغم دعمه للنظام السعودي في حربه على اليمن، ورغم إدراكنا للسياسة اللعينة التي سار عليها، إلا أنه كان يختبئ خلف التصريحات الدبلوماسية، على عكس الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب الذي لم يخجل من إخفاء دعمه اللامنقطع لما ترتكبه آلة القتل والدمار السعودية بحق اليمن واليمنيين.
الإدارة الأمريكية هي الركيزة الرئيسية والعمود الأساسي لبني سعود، إضافة إلى بريطانيا ودول الهيمنة الأخرى، وبدونهم ما كان النظام السعودي شن هذا العدوان ووجه صواريخ الموت صوب المدنيين والمنشآت المدنية والخدمية.
فلا تنتظروا من هؤلاء أي سعي لإيقاف العدوان أو حتى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء والخصوم وتحقيق السلام، فهم يعملون على صب الزيت على النار لتشتعل أكثر وأكثر، وسياستهم بلا قيم وبلا أخلاق، ومبدؤهم المصلحة لا غير.
وسواء استمر ترامب في رئاسته لفترة ثانية أم صعد جو بايدن هذه المرة تبقى السياسة الأمريكية ثابتة ولا تتغير، أي أن الرؤساء يتغيرون ما بين جمهوري وديمقراطي إلا أن السياسة لا تتغير. وهذه هي الحقيقة التي ربما يجهلها الكثيرون.
ويكفي توضيحاً هنا ما قاله فيدل كاسترو عام 1960 عندما سئل عن الانتخابات الأمريكية أيهما يفضل: كينيدي أم نيكسون؟ أجاب: لا يمكن المفاضلة بين فردتي حذاء يلبسهما الشخص نفسه.

أترك تعليقاً

التعليقات