من دمر اليمن لن يأتي بالسلام
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -
تصريحات يومية يطلقها البيت الأبيض والخارجية الأمريكية منذ تسلم الإدارة الجديدة مهامها ومسؤولياتها تؤكد أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن، وأن الإدارة الأمريكية تعطي الأولوية للمسار الدبلوماسي لأجل السلام والأمن.
منذ أن تسلم بايدن مسؤولية البيت الأبيض ونحن نسمع هذه الحكاوى اليومية، حتى أصابنا الملل من هذا التكرار، وكأن مسؤولي هذه الإدارة لا يملكون شيئاً جديداً يتحدثون عنه سوى هذه العبارات التي تلوكها ألسنتهم يومياً.
هكذا أكدت الإدارة الأمريكية الجديدة أنها تمتلك لساناً طويلا لا يمل الكلام وتكرار الخبابير اليومية نفسها، حتى تمكن أطفالنا من حفظ ما تقوله وتردده بسهولة ويسر ودون أي عناء!
نعم، لقد عرفنا جميعاً ما تريده الإدارة الأمريكية الجديدة. عرفنا أنها تصر على الدبلوماسية في حل كل الإشكالات التي تؤثر على مصالحها في العالم، وإيجاد حلول ومعالجات لها بعيدا عن الحروب والصراعات، ولكن حتى متى ستبقى هذه الإدارة تردد أسطوانتها "الدبلوماسية" نفسها دون أن تعمل على تنفيذ ما تقوله عن اليمن على الواقع الوطني المعيش؟!
"لا حل في اليمن عسكريا، ونسعى لإيقاف الحرب وإعادة أطراف الصراع إلى المفاوضات وإنهاء الأزمة اليمنية"، "ندين الهجوم الذي تتعرض له السعودية، ولن نتوانى في التعاون مع الرياض في الدفاع عن المصالح والقيم"... كل هذه العبارات تحولت إلى عناوين يومية مقرر علينا أن نسمعها، ولكن إلى متى؟! وماذا بعد؟! بالتأكيد لا ندري!
الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلن منها العدوان على اليمن لا يمكن أن يأتي منها الحل، ولا من أدواتها في المنطقة التي وجهتهم لشن هذا العدوان وتدمير اليمن كما عملت في سورية!
الإدارة الأمريكية نراها اليوم تستخدم الكلام كسلعة للترويج لبضاعتها البائرة. توزع الأماني وتبيعها عبر التصريحات اليومية المملة. وكوننا ندرك طبيعتها والهدف والغاية منها نؤكد أنها لم ولن تفعل شيئاً من أجل اليمن واليمنيين، وكل ما ستقوم به هو استمرارها في الترويج لهذه البضاعة. فمن خطط لهذا العدوان ولهذا الصراع لا يمكن له أن ينهيه ويحقق السلام!
اليمنيون أدرى بشعابهم من غيرهم، وهم أصحاب القضية، ووحدهم من سيضعون نهاية لصراعهم، بعيداً عن التدخلات الخارجية وعن أي شكل من أشكال الوصاية عليهم من أي دولة أو طرف خارجي، وعلى المرتهنين لتحالف العدوان أن يفهموا ويعوا ذلك جيداً.
إن أكثر ما تحتاج إليه اليمن في هذه الآونة هو أن يُوضع حدٍّ للعنف، عبر إيجاد حل سياسي للصراع. ولن يكون ذلك إلا بإرادة يمنية خالصة. فمتى تنتصر هذه الإرادة وتقرر إعلاء صوتها في وجه دول العدوان وتعلن للعالم توقفها عن القتال والعودة إلى طاولة الحوار الذي يعد طوق النجاة للخروج من دائرة هذه الحرب وإنهاء العدوان المستمر منذ 6 سنوات مضت كان الوطن هو الخاسر الوحيد فيها، وبعد أن تأكد لجميع الأطراف استحالة الحسم العسكري.
إن توافق القوى على الساحة الوطنية للجلوس والحوار يجب أن تسبقه قناعات ونوايا صادقة تبدأ بوقف الحرب وتنتهي بمصالحة يمنية شاملة، بعيداً عن الأماني التي تبيعها الإدارة الأمريكية الجديدة وأتباعها في المنطقة.

أترك تعليقاً

التعليقات