راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -
ليس غريباً على النظامين الإماراتي والسعودي التوجه إلى الكيان الصهيوني للاستثمار فيه، فذلك ديدن الخونة الذين باعوا القضية الفلسطينية وارتموا في أحضان عدو الأمة غير مأسوف عليهم!
أن يختار هذان النظامان توجهاتهما الاستثمارية في دول أخرى غير عربية فذلك شأنهما ولا علاقة لنا بهما، لكن أن يختارا الدول العربية كاليمن وسورية والعراق وليبيا وتونس لإنشاء صناديق "تدميرية" فيها وخلق الصراعات بين شعوبها واحتلال أراضيها ونهب ثرواتها فهذا لا يمكن القبول به مطلقاً.
هذان النظامان ومعهما أنظمة أخرى وظفوا أنفسهم منذ العام 2011 لتدمير العديد من البلدان العربية تنفيذا للأجندة الأمريكية الصهيونية، ولم يعد ذلك خافياً على أحد بعد أن اتضحت الكثير من الارتباطات المصلحية المشتركة عبر الإعلام الصهيوأمريكي الذي يتحدث عنها بوضوح.
في بلادنا وطوال 6 سنوات مضت، حولت هذه الأنظمة اليمن إلى دولة غير قابلة للحياة، دمرتها وقتلت شعبها وخلقت الصراعات المذهبية والطائفية بين أبناء المجتمع وزرعت فيهم الأحقاد والكراهية، وكل ذلك تنفيذا للأجندة التدميرية الغربية وبما يصب في مصلحة عدونا التاريخي المتمثل بالكيان الصهيوني المغتصب لأرضنا العربية!
هذان النظامان جاءا إلى اليمن ليس من أجل "الشرعية" ومصلحة الشعب التي يتشدقان بها، وإنما لتدمير البلاد وقتل الشعب، والاستحواذ والهيمنة على أجزاء واسعة من اليمن ونهب ثرواتها.
ونقول للأغبياء الذين برروا تدخلهما وتدمير الوطن أرضا وإنسانا: لا تترقبوا من هذين النظامين إنشاء صناديق استثمارية في اليمن بعشرات المليارات من الدولارات كما أعلن النظام الإماراتي مؤخراً مع الكيان الصهيوني المحتل، ولا كما أعلنا معاً في العام 2019 مع الهند!
كل ما ستجدونه لاحقاً هو فرض المزيد من الشروط التركيعية تحت مسمى تسديد فاتورة الحرب الباهظة للنظامين السعودي والإماراتي أو القبول بشروطهما بالاستحواذ على سقطرى وميون وأجزاء واسعة من الأراضي اليمنية الأخرى!
تذكروا جيداً ما حدث في العراق! هل ذهبت البلدان العربية المشاركة في تحرير العراق صوب الاستثمار الضخم وإعادة الحياة إلى هذا البلد وشعبه؟! لا شيء من هذا حدث، وكل ما حدث أن العراق ما زال يدفع فاتورة اجتياحه للكويت وفواتير أخرى تحت مسمى "النفط مقابل الغذاء"، وهو أيضاً على وشك دفع فاتورة باهظة للولايات المتحدة في حال أصرت المكونات العراقية على مغادرة قواتها للعراق!
وإن صدق هذان النظامان وقالا بأنهما سيقيمان مشاريع استثمارية في اليمن فستستمر مشاريعهما "الضخمة" التي بدآها سابقاً والمتمثلة بتعليم مهارات نقش الحناء وكيفية نتف الإبط بطريقة سهلة!

أترك تعليقاً

التعليقات