رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا -
يدير كيان العدو الصهيوني جملة الرساميل والمقدرات «العربية» السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية، في حروبه على أحرار الأمتين العربية والإسلامية، بصورة مباشرة وبلا مواربة، وعلى رأس قائمة الأحرار اليوم يمن ثورة الـ21 من أيلول التي أعلن كيان العدو منذ اللحظة الأولى لبزوغها، أنها تمثل تهديداً لـ«إسرائيل» وخطراً عليها، طبقاً لتعبير رئيس حكومته المجرم نتنياهو حينها.
تحالف العدوان الذي تسربل يافطة «عربية» كان الترجمة العملية المباشرة للموقف الصهيوني المعلن والمعادي ليمن أيلول ومحاولات تعريب غاياته ودوافعه للعام الثامن من الانفضاح المقرون بالعجز في فرض مشروعه بالقوة على شعبنا، هي محاولات تؤكد أكثر فأكثر هوية المدير التنفيذي الصهيوني للتحالف.
في هذا السياق تعاود دول العدوان اللعب بورقة البدء النافقة والمتمثلة في «الجامعة العربية».. الماخور الفاضح ذاته الذي شهد بطهارة وعروبة عدوانها ووصفه بـ»الإجماع التاريخي العربي الأول» عندما شرعت طائراته بافتراس أشلاء اللحم اليمني الأولى في 26 آذار/ مارس 2015.. الماخور ذاته الذي استدعى «الناتو» للعدوان على ليبيا واحتلالها، وبارك الحرب على سورية وتمزيق ترابها السيادي إلى بضع كانتونات طائفية تتناهشها مسوخ متعددة الجنسية تحت إدارة أمريكية صهيونية جامعة.
الماخور ذاته المسمّى «جامعة عربية» والذي وقف أحد كبار قواديه بالأمس ليقول عن نفسه ونظرائه: «نحن نعاج»؛ فيما كانت ترسانة العدوان «الإسرائيلي» تهرس عظام أطفال غزة الناتئة ومنازلها الفقيرة المكتظة بالبشر..
هل علينا أن نتفاجأ إذا ما أدرج هذا الماخور شعبنا الشريف في خانة «الإرهاب» ورفع بهذا المنجز الهزلي إلى مديره التنفيذي في واشنطن ليعتمده في إضبارة لصوصيته وقرصنته وجرمه الحافلة بسوابق سبعة أعوام من قتل وتجويع اليمنيين، ...؟!
هل علينا أن نغضب لأن هذا الماخور «العربي» لا ينضح سوى العهر اتساقاً مع تكوينه ونشأته وسيرته التي لم تطرأ على سطورها الذميمة الحافلة سابقة شرف إلا نقيراً، كفَّرت عنه وغفره لها الكنيس الصهيوني؟!
ليست مصادفة أن يتوّج قوادو الماخور مخرجات حفلة البغاء الجماعي المعقودة أمس، بدعوة دمشق الأسد إلى التكفير عن نهجها العروبي ومواقفها المبدئية من قضايا الأمة العادلة والمحقة ومناهضتها لكيان العدو الصهيوني، كشرط للقبول بعودتها إلى حظيرة «النعاج والقوادين».
تحتاج دويلة الإمارات إلى موقف سوري متواطئ مع مجازرها في اليمن يختزل مجمل بنود شرط تمكينها من شغل مقعدها في «الجامعة العربية» مجدداً... وتراهن أبوظبي في تمرير هذا المطلب على رصيد إنعاش علاقاتها مع دمشق مؤخراً، والذي لم يتجاوز -بعد- فتح خطوط غزل مباشرة مع عاصمة الممانعة المثخنة بنصال وسواطير الدعم الإماراتي الخليجي لمسوخ الحرب على سورية بامتداد عقد من الزمن.
بالنسبة لنا في يمن الصمود والمواجهة، فإننا لا نعوِّل منذ لحظة الاشتباك الأولى مع غطرسة تحالف العدوان الكوني، سوى على صوابية قرار المواجهة والرفض والاستعداد للتضحية، مهما امتد بنا الدرب وتضاعفت كلفته، ولا تعويل على مدد خارج مدد السماء، نرهن بحصوله مصيرية المضي في المعركة حتى النفس الأخير أو ننكص عنها، فلا خيار ولا حتمية سوى خيار المواجهة وحتمية المضي فيها.
مواقف أحرار الأمة والعالم -إن حصلت- فهي تصب في رصيد معركة الخلاص المشتركة وليست صدقة تصب في رصيد اليمن الحر والكريم والغني بصموده الفذ وبطولاته الفارقة عن أن يتسول حسنات أفراد أو دول تقدم حسابات الخبز على حسابات الكرامة وتسقط في اختبار الجدارة بالحرية أمام إغواء تأشيرات دبي السياحية.
نحن ظاهرة إباء مديدة وضاربة في جذور الوجود الفارق، لا حالة طفو وتحليق في مهب رياح الصدفة المواتية أو غير المواتية، وسنبقى كذلك.
لم نضبط عقارب المواجهة على توقيت نجدة خارجية منتظرة، لكن الكوكب المستضعف عليه أن يضبط ساعاته اليوم على طوفان يمني قادم سيجرف الاستكبار العالمي ويهب الخلاص للكوكب.

أترك تعليقاً

التعليقات