رئيس التحرير - صلاح الدكاك

دون رأسك رؤوسنا ياسيد الثورة ..ياسيد اللحظة الوطنية الحرة ....ياسيد الكينونة الفارقة والوازنة التي تختزل أشواق اليمنيين من "لاعة"إلى "الركن اليماني" ومن "امرئ القيس"إلى"عبدالله البردوني".ومن أول حجر في سد مأرب فبل خمسة آلاف عام إلى "الحجر الأسود".
ها أنت لأول مرة في كل خطاباتك تستخدم مفردة "أنا" وكنت تتجنب استخدامها إيثارا ونكران ذات في درب البذل وعلى جادة المسيرة القرآنية ،غير أنك حين اضطررت لاستخدامها أوردتها في سياق البذل والإيثار أيضاً فأكدت ما لا يعوزه التأكيد من أن رأسك في النسق الأول غرماً في سبيل الله وفداءً لوطنك وشعبك وكل المستضعفين.
ما أجدر غير الجديرين بشرف اللحظة الوطنية الفارقة من بقايا دواجن الوصاية بأن يفقهوا رسائلك ويستقيموا سراً قبل أن يستقيموا علانيةً تحت سنابك عشاق الضوء وحتمية التاريخ الذي أسفرت صفحاته عن محيا "مصطفى البشارة"بعد قرون انتظار وتمخضت أحشاؤه بركان الخصب بعد قرون من القحط والجفاف وعبادة المنجمين وتجار الشعارات البراقة والزائفة وكهنة معابد اليسار والقوميين الذين انتهت بهم الحال حملة مباخر في بلاط خدام الامبريالية وسدنة رخيصين في معبد قرن الشيطان!
ما أجدر غير الجديرين برفع الرأس أبعد من حذاء شيخ النفط بأن يفقهوا أن ذلهم وصغارهم ليس قدراً مقدراً على عموم الشعب وأن ثمة من يُدفن اليوم حياً فلا يطأطئ رأسه ولا يخفض لدافنيه جناح مذلة ولا يمنح أعينهم الشبقة نظرة استعطاف مقابل النجاة بلا ذات ولا كرامة.
ما أجدر غير الجديرين بفخار الحياة في زمن "عبدالملك الحوثي" بأن يعوا جيداً أنهم لن يُركِّعوا الرؤوس التي تنكأ اليوم جمر المجرات لبلاط أصحاب القزامة وفخامة عقلة الإصبع وزمن بهلوانات المسرح الأمريكي ودويدارات مليك الروث والبترول.
أجل ندرك أنك أردت الكرامة لمن أهانهم الله فلا تأسَ إن تهشمت كواهلهم تحت حمولة جرامات منها فتنصلوا وانكفأوا يحملون نعال طويل العمر مروجين له باعتباره السبيل الوحيد والأقل كلفة لاسترضاء ترسانة العدوان وكماشات حصاره الجائر ، كما لو أننا خضنا ملحمة المواجهة ترفاً وقدمنا أهرامات الجماجم الشريفة على مذبحها بطراً حتى ننيخ راكعين بذريعة التعب بعد عامين ونصف العام من الصمود .
إن نصاب الحرية لاينعقد بالكموم الغفيرة المدجنة القطيعية فإبراهيم عليه السلام كان وحده أمةً قائماً لله بالقسط وأنت كنت ولاتزال أمةً وكنا ولانزال معك وقد مهرنا وصايانا بدم الشهادة سلفاً وأدرنا الظهر لكل مغريات زمن الوصاية عابرين على الشوك والجمر وشفرات النصال ،عاقدين بيعتنا على رؤوس الأسنة وذؤابات السيوف قدماً صوب زمن كامل الكينونة والكرامة.
فليترجل من يشاء أن يترجل إن أتعبته الرحلة دون أن يتذرع بتعنت المولودين على صهوات الجياد أو يحاول أن يبذر المكيدة في دربهم فعواصف أشواق قافلة الثورة فوق قدرة أشواك عواصف العدوان الواهنة على كبحها عند منتصف المسافة بين الحرية والاستقلال والشعب الجدير بها.
تباركت ياسيدي وتبارك رجال الرجال الذين يبذرون الجماجم في تربة أرضنا فتتفتق غابات سنديان تعري العليق والنباتات الطفيلية المتسلقة.
تباركت ياسيدي وتبارك من معك ومن اتبعك...وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين.

أترك تعليقاً

التعليقات