ملاطفــة الثكالــى
 

رئيس التحرير - صلاح الدكاك

"أعضاء المؤتمر في (النواب والسياسي والإنقاذ) حداد"
خيانة عفاش استهدفت الوطن والشعب، لا أنصار الله. وبوصفه رئيساً للمؤتمر الشعبي المناهض للعدوان والشريك في الوفاق السياسي المخَوَّل شعبياً بقيادة الدولة في مواجهة تحالف العدوان والعمل على الرقي بشروط المواجهة وتخفيف معاناة الشعب قدر الإمكان، فإن المنطق والالتزام الوطني الواعي يوجبان على قيادات الحزب المنضوية في (السياسي الأعلى والإنقاذ)، إدانة المخطط الخياني و(زعيمه) صراحة وبلا مواربة.
غير أن هذه القيادات لا تزال ـ حتى اللحظة ـ تراوح منزوية في لبوس الحداد تنوح فوق حطام (بيضة الفتنة)، آملة أن تنشعب كسورها، من جهة، وتتودد (حجر الأنصار)، من جهة مقابلة، متسربلةً لبوس الوفاق الوطني، وهي سياسة لا تنم عن إحساس جاد ومسؤول بموجبات المنعطف الراهن من عمر الصمود اليمني في مواجهة العدوان، حيث لا مناص من المضي للأمام تثميناً للتضحيات الشعبية الجسيمة، وإنجازاً للحسم المأمول، عوضاً عن الانكفاء في سرادق المراوحة تذرُّعاً بـ(تضميد جراح الحزب) وترميم هيكله كأولوية حزبية مقدَّمة على خوض المواجهة الوطنية بمقتضى التخويل الشعبي الصريح.
ثمة من يحاول تظهير الصدام مع مخطط الفتنة ورموزه بوصفه صداماً حزبياً شخصانياً (ثأرياً بين المكونين الحليفين)، باجتزائه من سياق المواجهة مع تحالف العدوان، إهداراً متعمداً لحقيقة صلته البيِّنة والجلية بغرف التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، وسفور دوره كذراع داخلية لها، بالشواهد المادية المنظورة لا بالتكهنات والتخريص والتأول.
وتبعاً لهذا التحوير والاجتزاء اللئيم للمجريات والحقائق من سياقها الموضوعي الجلي، فإن (الأنصار) يغدون مدينين لـ(المؤتمر الحليف) بالاعتذار عن (ثأريتهم المزعومة) إزاءه، وتطبيع العلاقة معه بشروط (هي شروط رموز الخيانة) التي أفضت للصدام مطلع ديسمبر الراهن، والتي هي شروط العدوان ذاتها في واقع الحال.
هكذا يجري وضع (الأنصار) تحت جنزير المساءلة في واقعة (جنائية جسيمة)، عوضاً عن وضع (القيادات المؤتمرية في الداخل) على محك اتخاذ موقف صريح وواضح من مخطط الفتنة الموءودة أمام الشعب باعتبار هذا الأخير هو المستهدف الرئيس بها في أمنه وقوته وترابه وحريته ونسيجه الاجتماعي وسكينته العامة ودمه المهدور وتضحياته الباهظة التي جرَّ التزام (الأنصار) بها وتمثيلهم الصادق والمبدئي لها نقمة التيار الخياني عليهم.
إن (انكشاف الغطاء السياسي عن الحوثيين) ـ كما تؤكد فصيلة الفرار المؤتمري اللائذة بالتحالف ـ هو عقاب نزل بالأنصار كنتيجة لوأد مخطط الفتنة، في حين يرى تحويريو الداخل المراوحون في سرادق الحداد المؤتمري، أن وأد الفتنة هو جناية حوثية يتعين على الأنصار التكفير عنها كشرط لا مناص منه لتلافي عقاب (انكشاف الغطاء السياسي عنهم) باعتباره نتيجة حتمية. وفي الحالين فإن الرضوخ للذهنية الخيانية هو سبيل النجاة الوحيد للأنصار لدى كلا الفريقين المؤتمريين الفار الخائن والمقيم المراوح على تماس الوطنية والخيانة.
لقد ساجل (عفاش) برقاب شعبنا، طيلة نحو 3 أعوام، في سوق التحالف الكوني، وكاد يودي بها دفعة واحدة بإشارة من أرباب التحالف، استثماراً لركون غالبية الشعب إلى لبوسه الوطنية، وحسن ظنه في سلامة موقفه المعارض للعدوان...
على أن رصيد شعبنا اليوم من الغفلة وحسن الظن في النوايا بات صفراً ولا يفي بحاجة بقايا ملثمي التيار الخياني في الداخل إلى الاستمرار في السجال تحت أي مسمى، ودون ترجمة الدعاوى الوطنية عملياً في مختلف خنادق المواجهة مع العدوان عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً وخدمياً ومعيشياً، فإنه لا شرعية ولا قيمة ولا وزن ولا قبول بأي مكون في سدة القيادة، ولا قابلية له في أوساط الشعب.
إن مراعاة مشاعر المكلومين بوأد الفتنة ومقتل زعيم الخيانة، هي خيانة للدماء الطاهرة التي سفكت على مذبح وأدها، وتفريط بالدماء التي كانت ستسفك فيما لو كتب لها النجاح، لذا فإنه لا يكفي أن يمثل أعضاء (حاشية عفاش في الإنقاذ والسياسي الأعلى) بين يدي الرئيس الصماد على شاشات التلفزة، كدليل على عدم صلتهم بالمخطط الخياني، بل أن يمثلوا بين يدي الشعب ليعلنوا براءتهم صراحةً منه وإدانتهم له ولرموزه، إذ لا مسوِّغ واضح لالتزامهم الصمت حتى اللحظة، سوى أن (الخيانة لا تزال مسألة فيها نظر)، أو أن القيادة السياسية تعتقد بالفعل أنه لا غنى عن الحاشية العفاشية كغطاء لاستمرار شرعية (الإنقاذ والسياسي الأعلى)، وفي الحالين فإنها تهدر قيمة اللحظة الشعبية الأعلى مداً والأوفر حياةً والأكثر قيمة وقوة من كل الأقبية الحزبية، لجهة مقايضتها بلافتات فارغة ودمى وبيادق وموتى أحياء!

أترك تعليقاً

التعليقات