رئيس التحرير - صلاح الدكاك

إذا كان بوسع تحالف  العدوان ادعاء اعتراض دفاعاته الجوية لصواريخنا الباليستية التي تتنزل على مفاصل عسكرية في مدنه بأخلاق لا سابقة لها في تاريخ الحروب، فأنّى له أن يعترض أو يدعي قدرته على اعتراض باليستيات المحاضرات الرمضانية بعيدات المدى والأثر التي صوّبها سيد الثورة على مدى ثلاثين يوماً وتنزلت برداً وسلاماً  وهدياً وهدى سائغاً على قلوب وإلباب وأفئدة المستضعفين وذوي النهى والأحرار بامتداد اليمن والجزيرة العربية والمنطقة العربية والإسلامية والعالم.
كيف بوسع العدو أن يقف حائلاً بكل ترسانته العسكرية والسياسية والإعلامية بين هذا المعين الدافق النضاح وبين ملايين الظماء والعطاشى التواقين للانعتاق من أقبية القهر ودهس الآدمية في نجران و جيزان وعسير والحجاز ونجد والدمام والأحساء تجاوزاً إلى صعيد مصر وعشوائيات القاهرة الكبرى وبيوت الصفيح في الرباط وكازبلانكا ودارفور السودان وخرطومها ونيجيريا النفط الوافر والذهب والماس والفقر الفاجر والعوز الناتئ من أضلاع بشر الحضيض.
منذ البدء شنت سلطات الوصاية حروبها الست والسبع على صعدة أنصارالله لتكميم الأفواه الناطقة بقرآن الله في وجه قرآن السلاطين وهدفت في أقصى غاياتها من الحرب إلى وأد كلمة الحق و صرخة الميلاد المحمدي العلوي الثوري الكريم في مهدها بـ(جرف سلمان- مران) ...
منذ البدء دارت جنازير السلطة وجحافل مسوخها التكفيريين وشرعت تهرس أضلاع صعدة الأنصار وتشوي لحم إنسانها لا لتنتزع الصواريخ الباليستية وتستعيد الدولة والشرعية من قبضة انقلابين وإنما لاقتلاع صرخة الحق التي صدح بها سيد الشهداء حسين الحوثي رضوان الله عليه والحيلولة بينها وبين أن تلامس أسماع المستضعفين و جوارح عشاق الحرية فتشرّش في الرئات وتبسق في الجباه وتلهج بها القلوب قبل الألسنة.
منذ البدء فتحت المعتقلات والزنازين لإخراس الصادحين بالشعار جهاراً في خضم القطعان المدينية الخائفة والمستذلة والمستكينة لسلامتها بمداراة الباطل وتمسيد ركبة الطاغوت والإفك.
ومنذ البدء جاهد نسل القبس الحسيني وسلالات الضوء و (جماعة الشعار) لتبليغ صرخة الحق إلى أقصى أفق بشري ممكن أياً كانت الكلفة من الأنفس والعرق والدم والدمع وثمين سنوات العمر ومهما بلغت قوة الباطل وبطشه وجبروته وتكاثر السالكون في طريقه و شحّ ونَدُر سالكو طريق الحق وتهيب سواد البشر أحزانه و وعورته وباهظ مؤونته ووخيم مآلاته الدنيوية..
منذ البدء جاهد أنصارالله كل الجهاد وصبروا كل الصبر ليصل صوتهم القرآني للأسماع وتصغى له الأفئدة وهو هدف تحقق اليوم وآتى أكله وافراً وبرعم و ربى مديداً في الأرض واهتزت له جوانح الملايين ممن نعلم ونحصي وممن لا نعلم ولا نحصي فبأي قوة يمكن أن يتوسل عدوان الحروب الست الخائبة التي أخفقت يقيناً بالأمس، ليكبح اليوم زحف مسيرة باتت ضفافها وتخومها مشارق الأرض ومغاربها وبات إخفاقه وقد ترقى لعدوان  كوني بحكم اليقين؟! ...

(حاربنا الحوثيين بسبب الصرخة) قال وكيل الطاغوت الأمريكي (عفاش) مقراً بالحوافز الحقيقية لحروب السلطة الست على صعدة الأنصار...ودوافع عدوان أربابه اليوم لاتزال ذات الدوافع والحوافز بفارق ديكوري في اليافطات وواحدية في الجوهر .
(الشعار موقفاً ومشروعاً ) هو غاية وقصد تحالف الطاغوت من وراء عدوانه على اليمن فدون هذا الموقف والمشروع كانت اليمن بـ(مخزون سلطة الوصاية العسكري) لتكون فريسة ميسورة للاحتلال والتمزيق والاحتراب الأهلي العبثي دون حاجة لأن ينفق العدو فلساً على جادة عدوان بهذا القدر إنفاقاً وتحشيداً وانفضاحاً دولياً وأممياً لـ(العالم الحر) إزاء ثورة شعب ينشد بحق حريته واستقلاله ويرفض الوصاية على قراره وترابه وتوجهاته القومية والإنسانية المنحازة للمستضعفين والقضايا العادلة.
المبعوث الأممي السابق والحالي واللاحق لا يساوم قيادتنا الثورية حول الجغرافيا ومنافذها البرية والبحرية بل حول مواقفها المنحازة لشعبها وأمتها وللمستضعفين في شتى بقاع الأرض...
لا يساومنا على الصواريخ بل على الصرخة ولا يضغط علينا للقبول بالشراكة مع مكونات محلية شاركناها وأشركناها مراراً منذ البدء حباً وكرامة ومبدأً وتوجهاً...بل يضغط علينا للقبول بالكرباج الأمريكي على ظهورنا وبالتعايش مع السرطان الصهيوني الناشب في جسد الأمة الكبير ولو استجبنا وأبدينا تفهماً لوضع تحت أقدامنا كل عملائه وأدواته ولرفعنا إلى سدة حضيض وصايته أسياداً على عبيده عبيداً له.
 ولأننا نأبى أن نكون عبيداً لغير الله كان عدوان الأرض جميعاً علينا ليكون المآل النصر مع الثبات و وراثة الأرض جميعاً كما وعد مالك ملكوت السماوات والأراضين...
(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين).

أترك تعليقاً

التعليقات