رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا -

وقدر أمي المتوفاة قبل 43 عاماً إن حذاءها أطهر من وجه المشرف الاجتماعي للمنطقة الشمالية بتعز قناف الصوفي الذي يشتغل بغزل الشراشف للقتلة والمجرمين في شرعب السلام، ويشق لهم جنح الظلام سبيلاً ممهداً إلى تعز المحتلة كلما همت الجهات الأمنية بالقبض عليهم... وهي لا تهم إلا نادراً، وهمتها لا تتعدى شفاهها.
ابن الليل الذي نصبته انحرافات مكتب أنصار الله بتعز مشرفاً على منطقة تضم بضع مديريات، هو واحد ضمن شبكة منافقين ومشبوهين يبسطون كنفاً آمناً للجريمة والنشاط المعادي لدرجة تنصيب بعض القتلة والدواعش مشرفين عسكريين، وتسليمهم مركبات رسمية، وتثبيت نقاط أمنية لمجاميعهم باسم الأنصار، في وضح نهار تعز وشرعب السلام.
كم ابن ليل لايزال يمسك بزمام الأمر والنهي في تعز إلى اللحظة الراهنة على غرار سلفه «أبومهند» الذي عاث فجوراً في تعز عبر «منفذ الدحي» الشهير عام 2016، ولحساب «ريمة حميد»، مكبداً المشروع الثوري المتلطي باسمه خسائر أخلاقية ومادية باهظة؟!
كم ابن ليل يعمل اليوم لحساب أقبية «محسن الأحمر وطارق»، وينخر في بنية وأمن مديريات المدينة وأريافها بغطاء سابغ من الجهات المعنية في تعز وكواليس صنعاء السياسي الأعلى الإدارية؟!
تباركت الأيدي الملوثة الهجينة من دواعش وديسمبريين، والتي لاتزال تزاول نشاطها آمنة مطمئنة، وتجد في نفسها الجرأة لتتطاول على الشرفاء، متكئةً على نشاز صار أصلاً وأصل صار نشازاً.
تباركت بحشامة مكتب أنصار الله المديدة في تعز والممتدة من نقطة ضرائب الحوبان عام 2014 إلى نقطة ضرائب الحوبان 2020، موكلة لماسحي الأجواخ والحرامية أمر الأمن والاستقرار.
خصومة قلمي ليست مع نكرة بات مشرفاً على بضع مديريات تمثل ظهيراً جبلياً حاكماً للجيش واللجان في جبهة الساحل الغربي. خصومة قلمي هي مع كواليس الرئاسة في صنعاء، حيث لكل دهليز صبيانه، ولكل رواق آذانه وعيونه يطلقها لتنهش لحم الثورة باسم الثورة، وترفع إلى أربابها من آمري الدهاليز والأروقة تقارير ورديةً عن الأوضاع، وتطمئنهم على استتباب مشروع «الهوية الإيمانية»، وتصور لهم اللصوص أولياءً والأولياء لصوصاً، وهي في كل تدليسها تبقى مؤتمنةً لديهم، ولا صوت يعلو على نهيقها المموسق المنغم.
هل هذا هو ما تريده الثورة وتطمح إليه من صلة وثيقة وحيوية بالشارع المثخن بالآمال المعلقة عليها بعد الآلام؟!
لن أذكر المعنيين بأنني قد أسلفت لهم النصح والتقييم قبل وبعد اندلاع ثورة 21 أيلول، وأنهم لم يستبينوا «أمري بمنعرج اللوا»، ولا استبانوه ضحى اليوم، غير أني لست مع «غزية إن غوت غويت»، بل رشيد راشد بإذن الله، ولن يهنأ أبناء الليل ورعاتهم بترف الصمت، وسيبقى نقيع سم الحقيقة شراباً يتجرعونه ولا يسيغونه، ولكل ساحة رجال وشهداء يحملون الرؤوس على الأكف والأرواح على الراح في رباط إلى يوم الدين.

أترك تعليقاً

التعليقات