هدهد وغراب وحمامة سلام
 

رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا -

إحاطة المبعوث الأخيرة أكثر من سابقاتها  تتبدى أشبه بمرثية نواح تسفر عن وجه المنظمة غير الأممية الحقيقي  حيث رهان السلام لدى الغراب مارتن يتمثل في استمرار العدوان الكوني في احتلال أرضنا وقتل شعبنا بحرب شاملة عسكرية واقتصادية ونقيض ذلك هو تهديد لسلام جريفيتث.
أن يتفوق العدوان وينتصر وأن ننكسر نحن ونستسلم، فإذا اختلت المعادلة وبات زمام الفعل في يدنا نصب الغراب غريفيتث مناحة عزاء على الحمامة المذبوحة!
يمنح الغراب غريفيتث تحالف العدوان كسابقيه من مبعوثي الهيمنة الدولية، المهلة تلو المهلة لإسكات «بنادقنا» تحديداً حتى لا تنزلق اليمن بعيداً عن «طريق سلام» تشقه طائرات ومجنزرات الغرب الامبريالي منذ 6 أعوام عبوراً على جماجم أطفالنا ونسائنا وأنقاض دورنا ومدارسنا ومشافينا وحقولنا، بينما تحول بنادق المدافعين عن شعبهم دون بلوغ هذه الوجهة من سلام القتلة عندما تحول بين جنزير الجلاد ورأس الضحية.
لم يقع قلب غريفيتث من بين ضلوعه فزعاً على مستقبل السلام عندما كانت جحافل العدوان من كل جنس ولون تدك أبواب صنعاء جواً وبراً، بل كان يصلي لتنخلع مصاريع المدينة عن سلامه المنشود، وهو تركيع صنعاء الصمود لأصفاد الإذعان وأحذية القتلة، ولكن صلاة غريفيتث الفاجرة اصطدمت بصخور نهم وتكسرت جذاذاً، وانقلب المشهد لصالح أبناء الأرض والقضية وحماة العرض والعقيدة والتراب، فشرع غريفيتث ينوح ويندب فرص السلام الضائعة.
إن هذا «هو ما يحدث الآن» بتعبير مبعوث الهيمنة الكونية، فأيادي رجال الرجال باتت تطرق أبواب مأرب فتنفسح لها تباعاً، والجلاد يتلاشى في آخر أكبر قواعده وقلاعه القائمة على ترابنا المحتل منكفئاً بأذيال الخيبة إلى أرضنا المحتلة جنوباً.
«هذا ما يحدث الآن» كتعبير زمني أدق من اليوم... أجل يحدث الآن أن هدهد سليمان يحط في حجر ملكة سبأ المختطفة الأسيرة، فيطمئن قلبها ويهدأ روعها بوعد فرج عاجل، بينما يرتجف غراب سلمان ونهيان مارتن غريفيتث مذعوراً منتوف الريش في حجر خماسية الهيمنة الدولية، وينتحب متحسراً على مملكة سبأ العائدة إلى أحضان أبنائها، ويستصرخ مزيداً من العدوان، في حين أن خزائن القتلة الكونيين لم توفر سلاحاً فتاكاً إلا وزجت به رفداً ومدداً لشهوة العدوان الفاجرة عبثاً.
إن العدوان لا اليمن هو اليوم في «مفترق طرق حرج» يا غريفيتث؛ فإما أن يحمل حطام مشروعه وكوارع عديده وعتاده ويرحل مُقراً ليمن ثورة 21 أيلول بالسيادة كاستحقاق ممهور بالدم وبالبطولات، أو أن ينتظر يوماً كيوم عاد وثمود تجتث فيه صيحة الله مداميك ممالكه من ظاهر الأرض وتذروها غباراً كما بدأت أول مرة.
هذا هو السلام وتلك هي معادلته يا غراب الهيمنة الصفيق، فانعق ما بدا لك، واقض ما أنت قاض، فقد قُضي الأمر ولات حين مناص.
وإذا كان في إحاطتك لمجلس الأمن ما يستحق أن نشكرك عليه، فهو أنك زففت إلينا بشرى تحرير مأرب قبل أن يرتد إلينا طرفنا الغافي على انتصار والمفيق على انتصار من قيفة إلى وادي عبيدة إلى درعية قرن الشيطان بإذن الله، والأحرى بك أن توفر دموعك لما تبقى من عمرك الآيل لدود اللحد، فمن راقب منكم ملاحم أولي البأس مات هماً وحسرة وابيض شعر ولدانه عوضاً عن شعر شائب مثلك.

أترك تعليقاً

التعليقات