سورية تكية صهيونية
 

رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا -
ليس مستغرباً هذا الارتماء المتسارع والفاضح لما يسمى "الثورة السورية" في فراش نتنياهو؛ فقد كانت العصابات التي نهضت بهذه الأكذوبة "الثورية" منذ البدء -ولاتزال- وليدة الفقاسات الصهيوأمريكية، وكانت مهمتها تقويض سورية كحائط صد أمام المشروع الصهيوني، ليتسنى له ابتلاع المنطقة.
سورية، التي كانت في صدارة كل مجال علمي واقتصادي وفكري وفني وثقافي، علاوة على ما كانت تمثله من مشروع رائد وساند لحركات التحرر وحاضنة حقيقية للقضية الفلسطينية، كان ينبغي أن تسقط وتتشظى على نفسها كانتونات وهويات انعزالية محتربة. وقد فقس المشروع "الثوري" (التلمودي) كل هذا الوباء والجذام والجرب الذي يلتهم اليوم أجمل بلد عربي في محيط القبح "القومي" الشاسع مرفوداً بمليارات البترودولار وسواطير الوهابية وبمظلة من مباركة دولية واسعة تضفي الشرعية على جرائم الإبادة الجارية بالوتيرة ذاتها في سورية كما في غزة!
الشيباني قضى ليلته في فراش ديرمر...!
وماذا في ذلك؟!
أليس هذا هو المآل الطبيعي لإسلام أمريكي وتسنن صهيوني يقاتل ويحتشد ويجند كل طاقاته في خندق المصالح الاستعمارية، منذ ولادة الكيان السعودي الأول وكانتونات البترودولار لاحقاً من مهبل شركات النفط البريطانية، ومروراً بـ"الجهاد الأفغاني"، وليس انتهاءً بـ"جهاد النكاح الغولاني" اليوم؟!
كان الخونج يصرخون منتقدين نظام الأسد بأنه "لم يطلق طلقة واحدة باتجاه إسرائيل"، وعندما دانت لهم الأمور في دمشق غمدوا فوهات البنادق في مؤخراتهم وشرعوا السواطير على رقاب السوريين والمقاومة الفلسطينية وحزب الله، واستبدلوا بنسر قاسيون نسراً مفشوخ الساقين لبنيامين.
ولايزال في رحم هذه المزبلة الولادة بالنتن ما هو أقبح مما نضحته للعيان من العهر والتعرّي. فقط علينا أن نعتاد على ألا نتفاجأ، فالمقدمات كانت مؤخرات منذ البدء، ولا غرابة.

أترك تعليقاً

التعليقات