ثمن سقوط الإمبراطورية المأزومة
 

علي كوثراني

علي كوثراني / #لا_ميديا -

ثبت بالدليل القاطع أن الإمبراطورية المأزومة لا تريد تسويةً في المنطقة، وها قد دفعت حركة التحرر في الإقليم غاليا فجر أمس ثمن سوء تقدير الموقف طوال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إذ إن قرارا بحجم اغتيال سليماني والمهندس ورفاقهما معا لا يمكن إلا أن يكون ثمرة شهور من النشاط المُعادي، نشاط تحضيري لا يمكن أن تكون ثورات تحريض الأهالي على استعداء وعزل قوى التحرر ورموزه إلا في صلبه.
من الواضح أن اندفاعة الإمبراطورية في الإقليم ليس سببها رجوح كفة موازين القوى لصالحها، بل على العكس تماما، إذ إن اشتداد أزمتها، على إثر صعود الصين وروسيا في العالم عموما، واقترابهما من إيران الصاعدة في الإقليم على وجه خاص، هو بالضبط ما دفعها إلى تحطيم التسويات في لبنان والعراق، واتخاذ خطوة بهذه الجرأة.
لم تعد التسوية تفي بغرض الإمبراطورية المأزومة، فاختارت أن تأخذ كل شيء، وليس هذا بممكن، لا بل إن طردها من منطقتنا جارَّة ذيول خيبتها، هو الممكن، وإن كان مكلفا. 
إن الصبر على بقاء هذه الإمبراطورية في منطقتنا لن يعود علينا إلا بمزيد من تحمُّل تبعات جنونها في أراذل عمرها، وإن أفضل الممكن هو جواب قوى التحرر على محاولتها أخذ «كل شيء» بأن تخرج بـ»لا شيء».
المجد للشهداء الذين ستعيش ذكراهم طويلا بعد سقوط الإمبراطورية التي أسهموا بتقصير عمرها.
(*) كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات