مشهد الحرب بعد مرور عام
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
يمكن تلخيص مشهد الحرب بعد مرور سنة وشهر، على النحو التالي:
• لا يزال نتنياهو يصف الحرب بالحرب الوجودية.
• تركت إيران الباب مفتوحاً أمام رد تحدد زمانه. زمان الرد مرتبط كما العادة بمجريات المعركة وبالحاجة العملانية إليه.
• حاول الأمريكي أن ينهي الضربات الإيرانية «الإسرائيلية» المتبادلة بالتزامن مع الإيهام المتجدد بإمكانية وقف إطلاق النار لوضع إيران خارج دائرة الحرب. وهذا إن حصل له مردود نفسي وميداني سلبي على بقية حلقات محور المقاومة؛ كون إيران هي قطب الرحى في هذه الحرب. يعي قادة إيران هذا الواقع؛ ولذلك أكدوا أن الرد سيحصل، هذا يعني أن إيران هي جزء من المعركة، وأنه ليس ثمة تفاهمات إيرانية أمريكية تتصل بمستقبل المنطقة.
• حجم الرد وطبيعته وزمانه يرتبط بمجريات المعركة؛ لكنه سيبتعد عن المرافق المدنية والمقدرات الاقتصادية. من الواضح أن الولايات المتحدة تريد حرباً مضبوطة أو حرباً تحت السيطرة واستراتيجيتها تقوم على تكسير أيدي إيران وامتداداتها في غرب آسيا، وليس استهداف إيران كدولة، وهذا لا يحصل تعففاً.
• تدرك القيادة الإيرانية أنها تضع العالم برمته تحت كف يدها، وهي تعلم ألا أحد في العالم يريد حرباً تُغرق الاقتصاد العالمي (الولايات المتحدة ضمناً)، ولذلك هي تملك هامش مناورة واسعاً، وستضرب مجدداً المقدرات العسكرية «الإسرائيلية» حين يستلزم الصراع ذلك.
• بالنسبة للجبهة اللبنانية وجبهة غزة، من المبكر الحديث عن حلول سياسية إلا إذا كانت المعركة بالفعل هي معركة موضعية هدفها معابر ومستوطنون وكيلومترات محددة.
مثل هذه المعارك لا تستلزم إبادة وحضور أساطيل وتوريد سلاح لا ينتهي. المعركة هي معركة أمريكية، وهدفها تثبيت وضع «إسرائيل» لعقود قادمة، وحسم مسألة الردع في المنطقة، وإنهاء وجود إيران خارج جغرافيتها، تمهيداً لتفكيك نظام الثورة أو الانقلاب عليه. وبالتالي من المبكر الحديث عن القرار (1701) والتسوية السياسية، والأمور رهن بتفكك الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» وتضرر الجيش بمستوى يشكل خطورة على مصير المعركة. وإلى أن يحين هذا الموعد فالقتال سيستمر.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات