عبدالرحمن هاشم اللاحجي

عبدالرحمن اللاحجي / لا ميديا

إن المعادلة القرآنية التي فرضها الإنسان الحضاري اليمني عندما وطد قدمه في الأرض، وعض على ناجذ الثورة، وأعار الله جمجمته، ومد بصره الى أطراف الحضارة المقصودة، منحته دفعة قوية نحو (الإقلاع الحضاري)، فانطلق ليصنع ويبتكر مختلف أنواع الأسلحة التكنولوجية، حتى وصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الصواريخ الباليستية المتطورة، والطائرات المسيرة، والدفاعات الجوية المناسبة التي فاقت في تطورها واحترافيتها مستوى ما توصلت إليه الحضارة الاستعمارية التي قام على أنقاضها.
ويعود السبب في ذلك الى أن المشروع الإيماني المتكامل (الملازم) الذي آمن به وطبقه واقعاً عقدياً، يقتضي الإبداع والابتكار. إن بناء الحضارة ونهضتها -من وجهة نظره- لا تأتي عبر تكديس الأشياء أو تقليدها، إنما من خلال التفكير الإبداعي المألوف بأشياء غير مألوفة.
وبلا شك فإن الثورة اليمنية الخالدة التي تمكنت من كسر القوانين الوضعية، والاتفاقيات الاستعمارية المكبلة (بكسر الباء) للإبداع بشقيه (الفردي، والجماعي)، قد أسهمت في إطلاق الطاقات الشبابية وتوجيهها باتجاه (النهضة الحضارية)، فانطلق الشباب نحو ورش الإنتاج والتصنيع، وانطلقت المنظمات والهيئات المعنية (لبذر الحبوب) واستصلاح الأراضي الزراعية وتشجيع الحرف اليدوية. ولولا الحصار واستمرار الحرب لكانت مؤشرات هذه النهضة واضحة للعيان.
إن التحديات التي لازالت تواجه الثورة اليمنية الغرّاء حتى الآن، تقف كـ(حاجز ضبابي) أمام وضوح النهضة الحضارية المعاصرة التي يعيشها العالم الإنساني (الإسلامي) في اليمن، وإن هذا الحاجز قد يصيبنا أيضاً بالعتمة، والدوار، ما لم نصل الى القناعات التالية:
 • إن الثورة اليمنية ما هي إلا امتداد للثورة النبوية التي جرى تحريف مضامينها النهضوية الكبرى منذ زمن بعيد، وإن هذه الثورة التصحيحية لم تأت إلا لإصلاح الخلل الذي أدى الى تقديم (حضارة الإسلام) على أطباق من ذهب (للشيطان الرجيم).
 • إن الثورة اليمنية انتصرت لتبقى منتصرة حتى يوم القيامة، وإن هذا الانتصار هو انتصار للعالم العربي والإسلامي من جهة، وللعالم الإنساني المظلوم (من جهة ثانية)، وبالتالي فهي ثورة عالمية تماماً كما كانت الثورة النبوية في مهدها الأول.
 • لا سبيل لتقويض الإرادة اليمنية، ولا طريقة لتليين عزم الإنسان اليمني، ذلك لأن هذه الإرادة والعزم مستمدان من روحية القرآن العظيم التي هي روحية الله بالمقام الأول.
 • هناك تحديات لازالت تواجه الثورة، كالتحديات الاقتصادية المتمثلة بانخفاض القوة الشرائية للريال، هذه الأزمات سيكون لها تداعياتها على (المأزومين) في القريب العاجل.
 • يعتقد البعض بأن ما نعيشه من مراحل قتال يدحض إيماننا بمفهوم النقلة الحضارية المعاصرة التي نعيشها اليوم، ذلك لأن أمثال هؤلاء السطحيين ينظرون الى الحضارة من منظور جزئي على أنها (السلام)، و(رفاهية العيش)، بينما تؤكد الحقيقة أن القتال هو الطريق الآمن نحو بناء الحضارة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بـ(محاولي تحطيمها).
 • يشهد العالم اليوم اهتزازات سياسية غير عادية، ما يعني أنا مقبلون على تغييرات جوهرية في النظام العالمي الحالي. وبتعبير آخر فإن مرحلة السلام ورفاهية العيش الحضاري التي يشترطها البعض لمفهوم التحضر والتمدن، باتت على الأبواب، ولا تحتاج أكثر من (قبضة زناد).

أترك تعليقاً

التعليقات