لماذا نكره أمريكا؟!
 

عبدالرحمن هاشم اللاحجي

إننا نكره أمريكا لأننا نحب الإنسان بغض النظر عن شكله، أو عرقه، أو ديانته، هذا المخلوق الآدمي النقي الذي تعرض للامتهان، والإذلال، بطرق وحشية ولاآدمية، هو أساس عدائنا لأمريكا، وجوهر سخطنا عليها. لقد داست الولايات المتحدة على جميع القيم الإنسانية الجميلة، عبر تاريخها المخزي، ولا زالت تفعل ذلك إلى يومنا هذا، وإن بطرق وأساليب أكثر قبحاً وجرماً من ذي قبل!
ليس للأمريكي مصلحة في إيجاد حلول للتساؤلات المصيرية للشعوب الأخرى، فهو يعيش لأن تلك التساؤلات لا يتم حلها أساساً. في حال أصبحنا بلداً قوياً ومتماسكاً لن تظل الهيمنة الأمريكية تسبغ قراراتنا السيادية، ولن يكون للأمريكيين مكان بيننا.
يملك الأمريكي الأوراق الرابحة عندما يكون الناس تحت وطأة العبودية، وليس عندما يكونون أحراراً، ومستقلين في قراراتهم. الأمريكي هو سبب أوجاعنا وآلامنا المتفاقمة يوماً بعد آخر، وهو من يحيا عليها باستمرار.
هناك مئات المليارات من الدولارات التي تقبضها الولايات المتحدة بين الفينة والأخرى، مقابل صفقات الأسلحة المصنوعة خصيصاً لقتل نسائنا، وأطفالنا.. بالمقابل هناك تكاليف (باهظة) ستتكبدها مستقبلاً. لقد تسببت الحروب والنزاعات التي خاضتها الولايات المتحدة، أو كانت رأس حربة فيها، في تجذّر أحقاد الشعوب المتضررة، وارتفاع معدلات سخطها. إن كان الأمريكي يعتقد بأن الياباني أو الفيتنامي، أو العراقي أو.. الخ قد تناسى ما صنعه به يوماً، فإنه مخطئ، وعليه أن يراجع حساباته جيداً.
وإذا كانت جروح أولئك المضطهدين لم تندمل، فكيف لجراحاتنا أن تتعافى ونحن لانزال نتعرض لألوان من الجور والكبت حتى الآن. لقد تسبب الأمريكيون في تلويث أخلاقنا، وكسر قوتنا، وإفساد مجتمعنا، حيث يعاني من حالة تشرذم وتفكك لم تحدث في تاريخه، وكل ذلك بفعل العنجهية الأمريكية اللعينة، ومغامرات ساستها الشياطين في بلادنا. إن كانوا يعتقدون بأننا لا نفهم حقيقتهم الدامغة، فهم أغبياء بدرجة عالية لا يعلوها غباء (الحمير).
لاحظوا أنهم يمنعون عنا كسرة الخبز، ويحتجزون أموالنا لديهم منذ قرابة العام، ثم يساوموننا على أرضنا مقابل إطعامنا. هل هذه أخلاق محاربين شجعان؟ أم طقوس دنيئة لجماعة شيطانية أدمنت استعباد البشر وإذلالهم؟! لقد انسحبوا اليوم من اتفاقية (باريس) للمناخ، وتركوا البشرية تغوص في نجاساتهم، وفضلاتهم إلى أجل غير مسمى! مثل هؤلاء الغوغائيين جديرون بالازدراء ليس من قبلنا فحسب، بل من شعوب العالم أجمع!
لا يجيد الأمريكي سوى الدمار، والخراب، فهو مؤهل بكفاءة عالية للفتك بالإنسان، والنيل من قيم السلام، والتعايش، ويمتلك رصيداً كبيراً من الخبرة المتراكمة في هذا السياق. إن صناعة الأعداء عمل بليد لا يجيده سوى الأمريكيين، ولا يتقنه غيرهم، وهذا يجعلهم مرشحين لدخول موسوعة غينيس كأبشع أناس عرفتهم البشرية طوال تاريخها.
التاريخ الأمريكي سيئ للغاية، لأنه يُظهر الأمريكي كما لو أنه شيطان لدن يتغذى دوماً على العفن والقذارة، فحيثما يستشعر ذلك فإنه يخرج من مخبئه، ويبدأ بارتكاب جرائمه المهولة بحق الأمم والشعوب. كم من المذابح الفظيعة التي ارتكبتها الولايات المتحدة في اليابان وفيتنام والعراق وأفغانستان؟ وكم هي الأضرار البالغة التي نتجت بفعل ذلك الصلف الأمريكي المشين؟ إن هذا بحاجة لآلاف المجلدات والكتب الكبيرة، وليس مجرد ورقة بحثية أو مقالة صغيرة.
هناك أمريكيون مسالمون بطبيعة الحال. هناك كثير من المخدوعين في أوساطهم يجهلون حقيقة ما تقوم به سلطاتهم الشيطانية. إذا كان أكثر من 97% منهم رعاة بقر، ولا يهتمون بالشؤون السياسية لبلادهم، فإن ذلك لا يعفيهم من معرفة الحقيقة، ولا من مسؤولية الضغط على حكوماتهم المتعاقبة بالتوقف عن قتلنا واستباحة دمائنا.
إن الأمريكي إنسان، وليس لدى أي منا شك في ذلك. لكننا نشك في ما إذا كان إنساناً طبيعياً في حين أنه لا يحظى بعلاقة طيبة معنا.
نحن نتعرض للجور من قبل الأمريكيين منذ وقت طويل، فإلى أي عالم ينتمي هؤلاء الوحوش؟ ومن أية غابة ينحدرون؟!
إذا قام أحدهم بصفع والدتك على وجهها، هل ستقول له شكراً أنت إنسان؟ بالطبع لا يكون هذا إنساناً، بل هو وحش، كم من الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الأمريكيون بحق أبنائنا ونسائنا، ولا يزالون يفعلون حتى يومنا هذا؟!
إننا نكره أمريكا، لأننا نؤكد على وجود (الإنسان). إن أمريكا هي أكبر مصائب البشرية، وسيتغير هذا الأمر إذا ما كنا (أحراراً) حقيقيين.

أترك تعليقاً

التعليقات