عبدالرحمن هاشم اللاحجي

عبدالرحمن هاشم اللاحجي / لا ميديا

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء الماضي، خروج بلاده رسمياً من الاتفاق النووي الإيراني الموقع قبل أكثر من 3 سنوات في مدينة لوزان السويسرية بين الدول (الـ6 +1) وهو الأمر الذي يعني تعليق القضية النووية الإيرانية إلى أجل غير مسمى، وإعادة عجلة المفاوضات السياسية بين الأطراف اللاعبة إلى نقطة الصفر. 
المؤكد أن هذا القرار الأحادي الطائش سيؤدي إلى تداعيات اقتصادية وعسكرية خطيرة، ليس على مستوى طهران والمنطقة الشرق أوسطية فحسب، بل وعلى مستوى العالم ككل. ولعل هذا هو السبب الفعلي الذي جعل الدول الأوروبية والآسيوية، وفي مقدمتها الدول الراعية للاتفاق، تخرج إلى وسائل الإعلام بموقف موحد تقريباً عبرت فيه عن خيبة أملها وتدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى (التعقل) و(الاتزان).
في اليمن، مثلما هو الحال في بقية دول العالم التي ستتضرر حتماً من الانسحاب، يفترض أن يكون لدينا بدائل احترازية لمواجهة الأزمة المتوقعة والانتصار عليها في نهاية المطاف. على المستوى العسكري قطعنا شوطاً ممتازاً في التصنيع الحربي ووصلنا إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الذخائر والوسائل الدفاعية الرادعة، وتمكنا خلال فترة العدوان من تطوير صواريخنا البالستية وطيراننا المسير وزودناها بأنظمة حديثة وفتاكة قادرة على اختراق أحدث وسائل الأعداء وأفتكها. أما على المستوى الاقتصادي فإن الدور الذي تلعبه المنظمات والجهات الحكومية الرسمية في المجال الزراعي والإنتاجي يستحق الإشادة والإعجاب، رغم شحة الإمكانيات وشدة الحصار. 
تلك الجهود الجبّارة والمباركة التي أثبتت عزمها الفولاذي المذهل خلال فترة العدوان والحصار يفترض أن تتضاعف منذ الآن، وأن تتجه للبحث عن بدائل إضافية، فبالإضافة إلى تطوير قدراتنا الدفاعية والهجومية واستحداث أسلحة جديدة وإدخالها ميدان المعركة المحتدمة، علينا البدء وبشكل استثنائي (عاجل) في استخراج ثرواتنا القومية من باطن الأرض. إن هذه الخطوة الجيدة وعلى الرغم من تشعبها وكثرة مستلزماتها المادية والمعنوية ستخلق مجتمعاً متماسكاً وقوياً أمام أعداء همجيين وأوغاد يريدون تدمير حضارتنا، وسلب هويتنا. 
ومهما تكن المبررات العقيمة التي ترتفع للحيلولة دون الاتجاه إلى ذلك الجانب الحيوي الهام، أو تأخيره على الأقل، يفترض أن لا نلقي لها بالاً أو اهتماماً يذكر، ونحن في طريقنا إلى العمل الخلاّق وبروحية المجاهدين المخلصين مع شعوبهم وأممهم لتصبح كل تلك المبررات السخيفة بمثابة دوافع حقيقية تدفعنا نحو الإنتاج والعطاء في أزمنة قياسية جداً تماماً كما صنعنا في الماضي القريب. لقد حبانا الله واختصنا دون سائر البشر بثروات اقتصادية هائلة وأنزل معها القرآن الكريم، ذلك الكتاب العظيم الذي يشحن قلوبنا بالتقوى والفلاح، ويقوي بصائرنا، ويشحذ إراداتنا وعزائمنا بمزيد من المعرفة واليقين.
الكنوز الحميرية واحدة من جملة مئات إن لم يكن آلاف الموارد الاقتصادية المتاحة، حيث تشير التقارير الأمريكية المسربة إلى وجود ما يزيد عن 20 ألف طن من الذهب الحميري الخالص لا يزال مطموراً في باطن الأرض اليمنية. ولعل ما يميز هذا المورد الاقتصادي الثمين أنه لا يحتاج إلى شركات أو بعثات أجنبية ولا يلزمه تكاليف باهظة للتنقيب عنه واستخراجه، وبإمكان أية جماعة أو مجموعة أفراد القيام بتلك المهمة، وذلك إن تضمنت الخبير أو المرشد الذي يصوب حركتها، ويدفع بها نحو التقاط (الصيد الثمين) بأبسط الإمكانيات.
إن الواجب علينا، كأمة واعية ومجتمع مستنير ومدرك لمآلات الأمور وعواقبها، يقتضي المسارعة، وتلك هي فكرتنا ورؤيتنا من حيث الأساس، ونتمنى أن تجد لها استجابة سريعة.

أترك تعليقاً

التعليقات