كلُّ شيء تلامسه شفتاها يطير
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا- 

ما الذي سوف نبقيه للعقل والمنطق المتبعثر بين جنون يدينا
لتبرير هذا اللقاءِ
الذي ليس تحويه أسطورةٌ
أو كتابٌ تحرَّرَ من سطوة العقل والنقل؟!
سيدتي!
كيف تلغين كلَّ النواميسِ؟!
كيف تقولين للَّيلِ كنْ فيكونُ؟!
أنا حطبٌ
أيقظ الله هجعته
فجرى في شرايينه الماءُ والنارُ،
ها أنذا صرتُ أسكرُ بالبـُنّ
أبطرُ بالخبزِ والجبنِ
من فجـَّرَ الماءَ في حـَجَري؟!
بتُّ أقرأ خطَّ الندى واضحاً
فوق سبورة الوردِ
أشعرُ بالنمل مثل سليمانَ
أتعبُ كالغيم وهو يطوفُ السماءَ
يفتشُ عن بقعة نـَصَبـَت لاستغاثتها رايةً
كي يراها
ويكتب فوق تشققها سيرةَ الماءِ!
يا هذه!
من سيقنعني أنني ها هنا
ويداكِ تحيطان بي مثل أغنيةٍ
لا يجاري تقاسيمها وترٌ؟!
أقسمُ الآن أني أطيرُ
وأن بإمكان سبـَّابتي
أن تشير إلى أيِّ شيء فيأتي طواعيةً!
أيُّ شيءٍ أنا الآن سيدتي؟!
لا أصدقُ أني أنا 
أفرغيني من السحر والعطر
قولي بأني فتىً مثل كلِّ البشرْ!!
*
أنا الآن بين يديكِ شفيفٌ كقنديلِ بحر
أعوذ بحلمكِ من كلِّ صحو
فلا توقظيني
دعيني أنـَمْ
أنت كهفي...
ألاحظُ أن الـ"أنا" قد تبدَّت بكلِّ القصيدةِ!!
معذرةً
كان يجدرُ بي أن أقول هنا:
نحن كهفٌ لنا
فكلانا أنا!
قد تجلَّيتِ لي
فرأيتُ بكلِّ مراياكِ ذاتي،
سأعترفُ الآن
-رغم بديهية الاعتراف–
بأني برجليكِ أمشي
وأني أقبـِّلُ كلَّ صباحٍ يديَّ
وأنّيَ أصحو من النوم مبتسماً لي
أقول لنفسي: صباحُكِ سُكّرْ!
*
حين تستيقظين من النوم سيدتي،
هل ترين النجومَ تحفُّ سريركِ؟!
هل تلمحين الندى
وهو يبكي بلوح الزجاج
لأن الستائر تمنعه أن يراكِ؟!
وهل تسمعين العصافير
وهي تغني
وتتلو على مسمعِ الصبحِ
سرَّ حروفِ اسمكِ المشتهى؟!
حين تدمعُ عيناكِ يبتلُّ وجهي
وتعمى خـُطايَ،
أعوذ بضوئكِ من كلِّ داجيةٍ داهمتني!
لديَّ سؤالٌ يؤرقني:
هل دموعكِ مالحةٌ مثلَ كلِّ البشر؟!

أترك تعليقاً

التعليقات