عار مجاني!
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
كل شيء أستطيع أن أتفهَّمه وأستوعبه، إلا موقف الفارحين بقصف اليمن، وهم يمنيون طبعاً، ويكتبون منشورات تتشفَّى بتدمير صنعاء، وفي نفس الوقت يبكون على قصف غزة، لأن الذي يقصفها هو «إسرائيل»، ثم تتحول هذه القناعات في لحظات عندما يصفقون لـ»إسرائيل» وهي تقصف اليمن، ويكتبون في منشوراتهم: اللهم زد وبارك!
لا شيء أكثر مدعاة للغثيان والتقزز من الحياة كلها أكثر من هؤلاء المرتزقة المجانيِّين، إذ ليس هناك شخص سويّ ومتَّزن نفسياً يفرح بتدمير بيته ومقتل أطفاله ونسائه.
ولا شيء أدعى لليقين بهوان الدنيا على الله أكثر من أناس يرضون على أرضهم، ويكتبون المنشورات المليئة بالإحداثيات، تلميحاً وتصريحاً. فمن هو المجنون الذي سيصدق أن هناك أسلحة تحت مقبرة خزيمة، وأنفاقاً تحت مقبرة ماجل الدمة، كما يبرر هؤلاء الذين لم يتبق لديهم مبدأ واحد!
بالأمس قرأت منشوراً لأحدهم يقول إن «إسرائيل» ستعلن عن الأهداف، وستتم تسوية البنك المركزي بالأرض. وأنا أجزم أن هذه الفكرة لم تخطر للكيان «الإسرائيلي» حتى اللحظة، لأنهم ربما يمتلكون ولو قليلاً من شرف الخصومة، وحتى لو كانوا فاجرين في خصومتهم فليسوا أفجر من كاتب هذا المنشور الذي «يعرِّص» على بلاده مجاناً.
يقول الشاعر عبدالله البردوني:
«ترقَّى العار من بيعٍ
إلى بيعٍ بلا ثمنِ».
وهؤلاء قد ترقوا في العار إلى أن أصبحوا يبيعون بلدهم بلا ثمن.
يا للعار الذي لا تمحوه كل المياه، ولا تزيله كل المنظفات.

أترك تعليقاً

التعليقات