أحتاج حياة أخرى
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
الحياة التي أعيشها لم أستطع فهمها،
أحتاج حياة أخرى مبسَّطة
لا أرهق نفسي بالتفكير في حل ألغازها..
هذه الحياة مترجمة بلغة لا أفهمها
ولا أجيد لغة الإشارة.
لا أفهم الجهات التي يقال عنها: جنوب شرق
أو شمال غرب..
أنا بالكاد فهمت اليمين والشمال، لكثرة ما يسألني سائقو التاكسي حين ندخل الحارة..
بالكاد حفظت سورة ياسين لكثرة الشهداء والقتلى
أما ضحايا الكورونا فلم ينالوا حتى الفاتحة،
جارنا ألقاه المشيعون في قبره وفروا سريعاً...
خشية أن يلحقهم الفيروس.
هذا الجار الطيب صادفته قبل سنوات،
كان يحمل أحجاراً سوداء مقصوصة كالبلاط..
أوصى أولاده أن يسدوا بها لحده ويضعوا عليها الأسمنت..
نسوا وصيته، وسدوا لحده بالبُلك الذي لا يحبه.
أتخيله يخرج يده من الكفن ليتحسس الأحجار
فتصدمه خشونة البُلك..
حتى الموت لا نستمتع به كما نريد...
سأوصي أولادي ألَّا يسكبوا على كفني عطر «جنة النعيم»،
يكفيني ماء الورد وبعض الريحان
لن أحتمل هذا العطر الثقيل،
وجيوبي الأنفية ليست على ما يرام.
لا أحتاج معرفة ما سيقال عني،
كثير من هذه المحاسن يتم اختراعها أثناء الدفن..
يحز في نفسي أن بعض أصدقائي سيمسحون رقم هاتفي في نفس اليوم، رغم أنهم لا يتصلون بي.

أترك تعليقاً

التعليقات