تفاهة الإمارات
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

بالأمس شاهدت فيديو لشابة إماراتية جاءت أوائل على مستوى الإمارات، والتقى بها محمد بن زايد لتكريمها.. ظننتها ستقول لابن زايد أن يعطيها منحة دراسية تليق بدرجاتها العالية، لكنها قالت له: وين تبغاني؟ عسكري، مدني، أو أحرق اليمن؟
ليس في كلامها شيء يدعو للدهشة.. الدهشة أن هؤلاء صفقوا لها بحرارة وهم يتخيلونها تحرق اليمن كأنها تنين عظيم.
نعم.. صفقوا لها كأنها جاءت بعرش بلقيس ووضعته أمامهم، صفقوا لخيبتهم وتفاهتهم، صفقوا لتورطهم في تدمير اليمن ومنجزاته وطرقاته وجسوره ومستشفياته وأسلحته ومطاراته. صفقوا لقتل الأطفال والنساء، لأن شجاعتهم تقف عند هذا الحد.
أيتها الصغيرة: تحتاجين ولاّعة أسطورية، كتلك الولاعة التي أحرقت مدرعاتكم ودباباتكم الغبية.
ولاعة أسطورية حوَّلت جيزان والربوعة إلى مقبرة لجنازيركم ومصفحاتكم التي دفعتم بها لقتلنا، فصنعنا لها جحيماً يليق بها.. هذا الجحيم كان أوله ولاعة.. ولن تتمكنوا من إطفائه.. تحتاجين صاروخاً، كذلك الصاروخ اليمني الذي جعل الإمارات تنكِّس أعلامها حداداً على قتلاها الذين نفقوا بضربة واحدة في صافر.. كانت المرة الأولى التي تنكّس الإمارات أعلامها بعد رحيل زايد بن سلطان، وهي تستقبل الصناديق المليئة بجثث ضباطها وجنودها الذين حولهم توشكا إلى أكياس من الفحم.. وكانت المرة الأولى في تاريخ هذه الدويلة يموت عشرات الإماراتيين في لحظة واحدة.. وهذه ستكون الحكاية الوحيدة التي يتناقلها أحفادكم، لأنكم دون حكايات.
تحرقين اليمن؟ وكأنها دولة طارئة من الزجاج، كأنك صدقت الإشاعات التي تقول إن عمر الإمارات آلاف السنين، مع أنها إلى عام 1970 كانت تسمى ساحل عُمان.
تتخبّط الإمارات في محاولة صنع أمجاد زائفة، لأنها تجد نفسها عارية من كل شيء.. فتارة تقوم بتكريم امرأة تزعم- بعد إجراء الحمض النووي لها- بأنها حفيدة عنترة بن شداد، ولا أحد يعلم كيف جاؤوا بحمض عنترة النووي، ولم يخبرهم أحد أن عنترة بن شداد لم يتزوج أبداً، فكيف أصبح له أحفاد؟ وتارة يزعمون أن القرآن نزل بلهجة الإمارات، وأن حضارتهم أقدم من حضارة الصين.. وكل هذا الهراء يعكس مدى تفاهتهم التي يحاولون أن يلبسوها ثوباً محترماً.

أترك تعليقاً

التعليقات