المثل الذي دفعت المملكة السعودية ثمن جهلها به باهظا... لا تراجم وبيتك من زجاج
- عبدالمجيد التركي الأثنين , 14 نـوفـمـبـر , 2022 الساعة 6:41:05 PM
- 0 تعليقات
عبدالمجيـد التركي / لا ميديا -
تقذفُ السعوديةُ أحجارَها على رؤوس الناس، وتنسى أن بيتها من زجاج.. تختلقُ لها عداواتٍ وثاراتٍ في كل مكان.. تشعلُ النار حولها دون خوف من امتدادِ ألسنتها إليها.. ومن الحصافة ألَّا تطمئن إلى النار، لأن اشتعالها لا يحده شيء.
هكذا هم حديثو النعمة، يبحثون عن مصارفَ لأموالهم، ويتسلَّون بمواجع الفقراء، ويخرجون عُقدَ نقصهم على العمالة والشغالات والسائقين.. يمعنون في إذلالهم كي يرضوا غرورَهم بما يتناسب مع أرصدتهم التي لولاها لما كانوا يساوون شيئاً.
تسير إلى حتفها
انتفخ البالون السعودي، رغم أنهم يرون كلَّ المؤشرات التي تؤكدُ انفجارَ هذا البالون، إلا أنهم ماضون في غطرستهم.. تماماً كفرعون الذي رأى كل الآيات على هلاكه، لكنه واصل السير خلف موسى وأصحابه، ولم يكن يصدق أنه ماضٍ إلى حتفه.. هكذا هي طبيعةُ الملوك ونزعاتُ الحكام.
وصلت الغطرسة بالسعودية إلى شن حرب قذرة وحاقدة على اليمن، جارتها الأقرب.. اليمن التي كانت تحب كلَّ الشعوب مجاناً، فاشترت السعوديةُ كُرهَ اليمنيين بمليارات الدولارات وبآلاف الصواريخ والقنابل المحرمة دولياً.
أسقطت هذه الجارة على اليمن قنابل وصواريخ تفوق ما تم استخدامه في الحرب العالمية الأولى، والثانية أيضاً، في حقد لم يشهد له التاريخ مثيلاً، ودون مسوغ لكلِّ هذا الحقد، ظناً منها أنها ستكسرُ اليمن بتدمير أسلحته وحضارته وقتل أطفاله ونسائه، ولن تقوم له قائمة بعد كل هذا الحقد الصحراوي، وأنها ستتحكم في قراراته وتمتلك سيادته.. وهي تدري جيداً أن اليمنيين كانوا يعبدون الشمس كي تبقى رؤوسهم مرفوعة، وأن اليمني ليس له ركبة، لذلك لا يركع لأحد.
أخلاق شاربي أبوال البعير
اليمن لم يعتَدِ على أحدٍ منذُ آلاف السنين، لأنه بلد حضاري، وللبلدان الحضارية أخلاقها، فمن يشرب من الينابيع والغيول والشلالات لا بد أن يكون مختلفاً عمَّن يشرب أبوال الإبل. ومن يكتب بخط المسند منذ آلاف السنين لا بد أن يكون مغايراً لمن مازال يلاحق الضب في جحورها حتى اليوم.
كان لا بد لليمنيين أن يردوا على العدوان السعودي، عملاً بمبدأ “رد الحجر من حيث جاء”.
شمَّر اليمنيون عن سيقانهم وتمنطقوا بنادقهم، وكانت بوصلتهم صوب الحدود اليمنية السعودية لتلقين الجيش الملكي أبلغ دروس الوطنية وتعليمهم معنى حب الوطن والدفاع عنه.
ذهبوا إلى الحدود، لأن المقاتلَ اليمني ليس جباناً كي يقاتلَ من بعيد. بنادقهم على أكتافهم، ومؤونتهم من الزاد والماء في أيديهم، واليمن في قلوبهم ونصب أعينهم.
جينات اللصوص والقتلة
تقاتل السعودية بمرتزقة جمعتهم من شتى بقاع الأرض، لأنها لا تمتلك شجاعة المواجهة، ولا تعرف أخلاق الحرب، لذلك تقصف الأطفال والمدنيين والنساء.. تقصف مدارس الأطفال والمستشفيات، تقصف دور الأيتام والمكفوفين.. تقصف قاعات الأعراس المليئة بالنساء. بينما المقاتل اليمني يستهدف المطارات والمواقع العسكرية فقط، لأنه ابن الحضارة، ويعرف أخلاق الحرب التي تمنعه من التفكير في قصف مسجد أو مستشفى أو منزل مليء بالأطفال.
لا تتورع السعودية عن قصف مستشفى مليء بالمرضى والمعاقين.. ولا تتورع كذلك عن قصف حافلة مكتظة بالطلاب، كما فعلت في حادثة ضحيان، ثم ألحقتها بجريمة قصف أطفال الدريهمي.
ورثوا من آبائهم وأجدادهم قطع الطريق ونهب المسافرين، وقتل النساء والأطفال.
حتى وإن ارتدوا الأجواخ والثياب البيضاء وركبوا أفخم السيارات، وسكنوا في أعلى القصور، تظل جينات اللصوص والقتلة بداخلهم، ويظلون قتلة ولصوصاً بطريقة حديثة.
اليمني لا ينسى ثأره
لن ينسى اليمنيون قنبلة عطان التي هزَّت صنعاء بأكملها وروَّعت ملايين الأبرياء. قنبلة توحي بحقد طويل على حضارةٍ أصغرُ نافذة خشبية فيها بعمر أجدادهم الذين ظلوا يسلبون المسافرين اليمنيين أحذيتهم وخناجرهم وملابسهم، ولكي يفرغوا مخزونهم من القبح والحقد ارتكبوا مجزرة تنومة، لأن السرقة والنهب لم تعد تُشبع قطاع الطرق.
قنبلة محرمة، ربما تساوي قنبلة هيروشيما في حجمها ومفعولها، أسقطها بنو سعود على صنعاء دون أن يخطر ببالهم أنهم يرتكبون جريمةً لن ينساها أحد، وأن هذه القنبلة ليست سوى دَينٍ سيرده اليمنيون لهم مهما طال الزمن، وأنهم لن يستطيعوا أن يخرجوا منها بسلام.
قنبلة أخرى أسقطتها طائرات بني سعود على جبل نقم. ربما سمع الطيار الذي أسقطها عويل النساء وصراخ الأطفال.
سقطت القنبلة.. وصعدت من أفواه الأبرياء ملايين الدعوات التي تكفي لإسقاط ألف طائرة، وعَلَت الشتائمُ التي لا يملك المستضعفون غيرها، وترددت التهديدات بالانتقام حتى لو كان آخر يوم في الدنيا. فاليمني لا ينسى ثأره.
دماء الأبرياء ستسقط المملكة
يصرُّ الموجوعون على تحدي بني سعود وحاشيتهم، ويتمنون لو أن الباب ينفتح للوصول إلى حدود السعودية. ويؤكدون أنهم سيضحون بكل شيء لأجل أن يأخذوا بثأرهم من المملكة التي ستسقط بسبب هذه الدماء التي تسفكها في اليمن.
يطلق المقاتلون اليمنيون الصواريخ على السعودية، وحتى الآن لم يقتلوا طفلاً ولم يهدموا منزلاً، رغم بدائية الصواريخ، ورغم أسلحتهم التقليدية، إلا أنهم يصيبون أهدافهم بدقة عالية ويمرغون أنف السعودية في التراب، ويحرجونها أمام العالم، لأنهم يعرفون معنى الأخلاق، ومعنى فداحة قتل طفل. بينما هم يقصفون تجمعاتٍ بشريةً كبيرةً ويبررون بأنها ضربات خاطئة، وأحياناً يعترفون ويصرون بأنهم استهدفوا قيادات كبيرة وخطيرة كتلك القيادات التي كانت بداخل حافلة ضحيان، أو كتلك القيادات التي قصفتها في جريمة مستبأ محافظة حجة.
حضارة بسروال وحذاء قاطع طريق
أرادت السعودية أن تقصف صنعاء القديمة، لكنها تخشى من المجتمع الدولي ومن المنظمات المهتمة بالآثار والتراث، فقصفت العرضي، الذي يبعد أمتاراً قليلة عن سور صنعاء.
قصفته لكي تتناثر بيوت صنعاء داخل سورها العتيق، وتكون حجتها بقصف العرضي أنها قصفت منطقة عسكرية، لكن صنعاء بقيت شامخة كشموخ تاريخها.
تجرأت، عادت مرة أخرى وقصفت وسط مدينة صنعاء القديمة، ما أدى إلى تساقط بعض البيوت وقتل سكانها. ويعرف بنو سعود أن أصغر زقاق في صنعاء يساوي مملكتهم بكل نفطها وبكل أبراجها الزجاجية، لأنهم لا يملكون ما يفاخرون به سوى سروال جدهم وحذائه الذي وضعوه في المتحف. هذا الحذاء لا سواه يعكس حضارتهم وإرثهم التاريخي المليء بالخزي والعار.. حتى وإن دبَّج الشعراء القصائد في مدح هذا الحذاء، وأفتى الوعاظ ببركته، فهو ليس أكثر من حذاء ارتداه قاطع طريق في يوم ما، وأصبح يعكس حقيقتهم.
صراخ وعويل وتوسل
تقصف السعودية اليمن وكأنه ملك يمينها، وحين يرد المقاتلون اليمنيون عليها بصاروخ صغير تصرخ وتولول وترفع التقارير إلى من يهمه أمرها بأن اليمنيين يعتدون عليها. أي عقول يفكر بها هؤلاء؟
استخدمت السعودية ضد اليمن كل أسلحتها، وكل مرتزقتها، وكل فقهائها، وجعلتهم يصرخون في المنابر ويدعون على اليمن بالويل والثبور، ويتوسل إمام الحرم المكي في القنوات بأن يهلك الله أعداءهم اليمنيين!
واستخدمت كل الدول والمحافل السياسية ومجلس الأمن والبنتاغون والبيت الأبيض، واشترت ولاءات الزعماء، ودفعت ثمن صمت منظمات حقوق الإنسان، واشترت الجيوش وصفقات الأسلحة. كل هذا لقتل شعب أعزل تحقد عليه وتنفذ وصية جدها المؤسس في الحقد على اليمن.
المصدر عبدالمجيد التركي
زيارة جميع مقالات: عبدالمجيد التركي