تراب الآخرة
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
المتسولون يتحلقون خلف باب المقبرة
ينتظرون ميتاً عابراً..
يجلسون برؤوس منكسة كي يُظهروا الحزن على ميت مجهول.
الفقيه يقف بجانب القبر بثياب بيضاء كأنها كفن مستعمل،
يبدأ في قراءة ياسين وهو يفرك يديه
والمشيعون يرددون معه
ويملأون القبر بالأخطاء اللغوية
والمحاسن التي لم يسمع بها أحد من قبل.
يتسابقون على أخذ الكرات الطينية المعجونة بالماء
ليردموا بها اللحد،
وآخرون يتزاحمون على حثو التراب..
يكتفي كل واحد منهم بحفنة واحدة
وهو يقول: عني وعن والديّ.
نعود مُغبََّرين بتراب الآخرة
تخبئ الأمهات أطفالهن الرضع
كي لا يلمسهم آباؤهم القادمون من المقبرة،
يتطيرون من الموت وهم يعملون معه مجاناً..
ويغتسلون من الغبار كي لا يعلق على أجسامهم مثقال ذرة من أموال الوقف.

أترك تعليقاً

التعليقات