أسأنا إليه أكثر..
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

من أجل الدفاع عن النبي، صلوات الله عليه وآله، نتطرف أكثر من الذين أساؤوا إليه برسوماتهم، فنسيء نحن إليه أكثر مما أساء إليه الآخرون.
حين يقوم شخص شيشاني بذبح معلم فرنسي باسم الدفاع عن رسول الله، فهو يعزز قناعاتهم تجاه المسلمين بأنهم إرهابيون، وسيعتقدون أنهم ينطلقون بالذبح من دينهم الذي يأمرهم بذبح الآخر المخالف لهم.
بعدها بأيام يأتي شخص مسلم ليقطع رأس امرأة فرنسية، ويصيب ثلاثة رجال آخرين، بسكينه المتطرفة، ظناً منه أنه يدافع عن رسول الله، عليه وآله الصلاة والسلام.
حين نقارن بين ما قاله ماكرون عن الإسلام، وما قام به رسام الكاريكاتور المسيء للنبي، وبين ما فعله هذان المسلمان المتطرفان، سنجد للأسف أننا أسأنا لرسولنا الكريم أكثر منهم بعد أن قمنا بقطع رأسين.
نحن نسيء إليه حين نفكر بالدفاع عنه بهذه الطريقة. ومتى كان صاحب الخلق العظيم يحتاج دفاعاً؟! إنما يتم الدفاع عمَّن كانت حجته واهية وشمائله منقوصة وقابلة للغمز واللمز. أما محمد بن عبدالله فلا يحتاج إلى دفاع، لأن إثبات الإثبات نفي.
قال له الله تبارك وتعالى: «فاصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً».
يا إلهي! حتى الهجر، أوصاه الله بأن يكون هجراً جميلاً!!
لماذا لا نصبر على ما يقولون، ونقتدي بنبي الرحمة في صبره على ما يقال عنه؟!
أسأنا إلى النبي الأعظم، صلوات الله عليه وآله، أكثر مما أساءت فرنسا والدانمارك وكل بلاد الكفر مجتمعة. ألم تكن عودة المتخلفين عن سرية أسامة بن زيد إساءةً وعصياناً لصاحب الأمر الذي ليس لك خيرة من أمرك إذا قضى أمره بعد الله؟ 
وحين كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، صلى الله عليه وآله وسلم، ألم يسئ إليه ذلك الرجل الجلف، الذي قال عنه: إن الرجل يهجُر؟! ولتلطيف الإساءة أضاف: حسبنا كتاب الله!!
كتب الحديث أيضاً مليئة بالإساءة الظاهرة والمبطَّنة، دون أي احترام أو خجل من حضرة النبي المقدسة، وعصمته التي لا نقاش حولها. وحين تحاول أن تقدس النبي وتنفي عنه ما جاء في هذا الكتاب أو ذاك، ستجد من يقول لك: أنت تجرح في عدالة رواة الحديث؛ وكأن رواة الحديث معصومون أكثر من النبي!!
حين نضطر للدفاع عنه، فإن أفضل ما نفعله هو التعريف به ونشر عطره النبوي، والتخلُّق بأخلاق الإسلام الصحيحة. فليس مطلوباً منا سوى المحبة لهذا النبي وأهل بيته. وحين تكتمل المودة التي أمر بها الله، سنكون قد عرفنا ما يريده الله ورسوله منا، فالمودة هي الأجر الذي ندفعه للنبي الأعظم مقابل هذا الدين القويم.

أترك تعليقاً

التعليقات