تاريخنا..
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
كان سعد بن عبادة أول قتيل في الإسلام يتم اغتياله سياسياً.. تم اغتياله بحجَّة أنه بال قائماً، وقالوا قتلته الجن! مع أن مقتله جاء تلبيةً لفتوى تم إطلاقها حين اعترض سعد على ما حدث في السقيفة.. قُتل سعد بن عبادة لأنه قال «لا» فقط، وقد قال عنه طه حسين «لم تقتله الجن، وإنما قتلته السياسة».
ولقي مالك بن نويرة حتفه لأطماع ذاتية أيضاً.. وكذلك بنو جذيمة، وكان مبرر المجزرة التي حدثت لهم واهياً جداً.. قُتلوا دون محاكمة، أو بالأصح قُتلوا لإشباع رغبة.
أما أبو ذر الغفاري فقد تم نفيُه إلى الرَّبذة، ليموت في الصحراء جوعاً وعطشاً، لأنه قال «لا».
الشاعر ابن الرومي، ودعبل الخزاعي، والكميت بن زياد الأسدي، والفرزدق، وغيرهم الكثير من الشعراء تم قتلهم بحجج واهية أيضاً.. وتم قتل علي بن أبي طالب بفتوى دينية. ومن بعده حِجر بن عديّ، والأشتر النخعي، بتُهم كيدية لا سند لها سوى التطرُّف والرغبة في القتل، لمجرد أن القتيل كان موالياً لفلان، أو أنه لا يعترف بالفضل لعلَّان، كما حدث لابن السكِّيت تماماً.
وتم تسميم الخليفة الأول وقتل الثاني والثالث، واستمر مسلسل القتل منذ ذُبح الحسين بن علي، كان شمر بن ذي الجوشن من أوائل الدواعش في العصر الأموي، وكان يزيد طاغية عصره، وتم أسر نساء الحسين وأطفاله، ورفعوا رأس الحسين على الرماح وهم يهلِّلون ويكبِّرون. هي نفس الرماح التي رفعوا عليها المصاحف حين قاتلوا أباه علياً، في واقعة صفين.. وهي نفس الرماح التي استأجروها لقتل حمزة بن عبدالمطلب. 
وتوالى الذبح، واستمرت الفتاوى بقطع رؤوس من يخالف فكرهم، ومازال القتلة والتكفيريون يتناسلون كالجراد الذي لا يفرق بين شجرة وشجرة، لأن عيونه لا تعرف سوى اللون الأخضر.
ما نعيشه اليوم ليس سوى حصيلة لتاريخ مكتوب بالدم، ونتيجة لفتاوى لم تجد من يوقفها.

أترك تعليقاً

التعليقات