عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
سمعت أحاديث قبل أعوام أن روائياً أرسل عدة أشخاص إلى دار النشر التي طبعت روايته، وكانت مشاركة بمعرض الكتاب في صنعاء، لشراء كل النسخ من روايته، ولم أصدق أن مثل هذا يحدث، إذ كيف يقوم مؤلف بهذا الفعل الشنيع بحق نفسه وبحق روايته، وبحق قرائه.. ولا أظن مثل هذا يهتم لأمر القراء أصلاً.
لو كان مؤلفاً أصيلاً لما خطرت على باله هذه الفكرة التي تجرده من حقيقته وأصالته، ناهيك عن أنه يخدع نفسه بوهم كونه كاتباً.
كيف يشتري كتبه بمال كثير ليوهم الناس أن كل النسخ قد نفدت؟ ...
فبينما هو يوهم نفسه أنه يروِّج للكتاب، فهو في حقيقة الأمر يخفي الكتاب عن القراء، لأنه يعرف أن مستواه في الكتابة مخجل، وهذا يجعله يتوارى من القراء، ويهرب من النقاد، لأن هذا الكاتب يعرف قدره جيداً، لذلك يقوم بهذه المغالطات التي تثقل كاهله وتؤلمه، وحين يسأله أحد عن كتابه يرد عليه بابتسامة مزيفة: لقد نفدت كل النسخ.
يا لها من ابتسامة مؤلمة!
أصدرتُ أربعة كتب، وأفرح حين تبقى كتبي بعد انتهاء معرض الكتاب، ولو صادفت كتبي معروضة سأشتريها لأخرجها من رفوف الناشر من أجل توزيعها مجاناً على الأدباء والنقاد، وليس لكي أقول إنها نفدت.
قبل أشهر جاءني طلب من إحدى المؤسسات لشراء 30 نسخة من كتابي «كبرتُ كثيراً يا أبي»، بالسعر التشجيعي الذي يساوي عشرة أضعاف تكلفة طباعة الـ30 نسخة، ورفضت أن أبيعها رغم أن السعر مغرٍ، لأني أعرف أن هذه النسخ ستظل في مخازن هذه المؤسسة، وحبيسةً في كرتونها، وسأتألم حين أجد صديقاً يستحق أن أهديه نسخة وقد ألقيتُ بـ30 نسخة في مخزن مظلم، لذلك رفضت العرض، وفضَّلت توزيع كتبي، فأنا أكتب ليقرأني الناس وليس لأشتري كل نسخ كتابي لأقول إنها نفدت، فمثل هذا الفعل لا يأتي إلا من كاتب دعيٍّ ومزيف، وغير سويّ، ولا يستحق أن يلتفت إليه أحد.

أترك تعليقاً

التعليقات