معركة كرامة
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
قالت قناة «الجزيرة» إن الصاروخ الذي انطلق من اليمن باتجاه «إسرائيل» عبر أكثر من 2000 كيلومتر، في حوالي إحدى عشرة دقيقة، دون أن تتمكن الدفاعات الجوية المختلفة من اعتراض الصاروخ اليمني الذي أثار الرعب في كل مدن «إسرائيل»، وأرغم مئات الآلاف من سكانها على دخول الملاجئ لأول مرة.
الجيش «الإسرائيلي» أقر بأن منظوماته الدفاعية حاولت الاعتراض، وهذا ما اعتبره مراقبون عذراً أقبح من ذنب. ولا أظن أن منظوماتهم حاولت، لأنها لن تستطيع رؤيته واللحاق به لفرط سرعته.
قبل أربع سنوات، أتذكر أن مذيعة «الجزيرة» غادة عويس قالت لمحمد البخيتي بسخرية: «أنتم تقولون سنحرر القدس، هل لكم القدرة على تحرير القدس وأنتم جياع ولم تستطيعوا إطعام الأطفال في صنعاء؟»...
لم أعد أتابع قناة «الجزيرة» لأرى ملامح المذيعة غادة عويس، التي تعيش في الدوحة، وهي تذيع الخبر، أن الجياع في اليمن قصفوا «تل أبيب» ومناطق أخرى غيرها بالطائرات المسيرة، وأسقطوا الطائرات، وأغرقوا السفن واحتجزوها في البحر الأحمر نصرة لفلسطين، وأطلقوا صاروخا فرط صوتي وصل خلال 11 دقيقة إلى «إسرائيل».
وبما أننا جياع، فقد فعلنا ما نستطيع فعله من أجل فلسطين، حسب الإمكانيات المتاحة، فما الذي فعلته الدول المتخمة بالمال والنفط والأسلحة الذكية والمتطورة التي يكدسونها منذ سنوات طويلة، ويضيفون إليها كل سلاح جديد يتم تصنيعه؟
ما الذي فعلته دول الخليج، ومعظم الدول العربية بأسلحتها المكدسة سوى أنها شنت عدواناً غاشماً على اليمن، وقتلت النساء والأطفال والمدنيين، وخربت بنيته التحتية البسيطة، واستعرضت كل عضلاتها وبارجاتها وصواريخها في بسالة عربية نادرة لقتل أطفال ونساء.
ما الذي فعلته كل الدول العربية من أجل نصرة فلسطين؟
ربما أن إجابة هذا السؤال ستكون مؤلمة، لأن أكثر العرب يقفون في صف العدو الصهيوني، سراً أو علناً.. وكل هذه الدول الخائفة والمرتعشة، بعدتها وعتادها وجيوشها، لم تفعل ما فعله الجياع اليمنيون، لأن من اعتاد المذلة لن تنفعه كل أسلحته وجيوشه، لأن السلاح في يد الجبان مذلة مضاعفة.

أترك تعليقاً

التعليقات