اسمها ليس عورة
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
اتصلت إحدى النساء بزوجتي، وحين سألتها عن اسمها قالت لها: “أنا أم فلان”.
اسم ابنها شائع جداً، وفي حارتنا أكثر من مائة وثمانين طفلاً بنفس الاسم، وهي تعتقد أن كل النساء يعرفن ابنها، وكأنه واحد من المشاهير.
وحين تقوم امرأة بالتعريف عن نفسها أمام امرأة أخرى بأنها أم فلان، فهذا شيء غريب لا نملك أن نقول تجاهه سوى: لا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا الأمر ممقوت جداً، حتى حين تملي على الممرضة أن تكتب اسمها في ورقة المعاينة “أم فلان”، أو “عائلة فلان”، علشان الطبيب أو الممرض ما يعرفوا اسمها لأنهم ذكور.
وحتى في دعوات الزفاف بعضهم يرمزون لاسم العروس بأول حرف من اسمها، وبعضهم يسميها “ابنتنا الغالية” أو “قمر الدار”. مع أن هذه العروس لم تسمع من أمها كلمة “الغالية” إلا حين تجهزها للخروج من بيتها.
وامتد هذا الجهل حتى وصل إلى شواهد القبور، فحين ندخل أي مقبرة لا بد أن نرى قبراً مكتوبا عليه “قبر المرحومة أم فلان الفلاني”، أو “قبر المرحومة زوجة فلان الفلاني”.
أتذكر أيام التعداد السكاني، قبل عشرين سنة تقريباً، كان الموظف الموكَّل بطرق أبواب البيوت وسؤال أصحاب البيت عن عددهم وأعمارهم وأسمائهم. كأن يطرق منزل أحد الجيران، وحين سأله عن اسم زوجته ارتبك وتغير لونه، وأعطاه اسماً مختلفاً، وخجل حتى أن يقول اسم أمه، رغم أن أمه كانت حينها في الثالثة والتسعين، فلماذا رغم كل الجامعات والمدارس وعصر الإنترنت مازال هناك من يخجل من اسم أمه، ومايزال هناك امرأة تخجل من اسمها؟
في طفولتي كنت أكره أي شخص يسألني: أيش اسم أمك يا بطل؟
وذات يوم سألني أحدهم فقلت له إن اسمها حواء، فرمقني أبي بعينه وقال لي: عيب، محد يخجل من اسم أمه.

أترك تعليقاً

التعليقات