رحمة للعالمين
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
الأسوأ من المجاهرين بمعارضة الاحتفال بالمولد النبوي، أولئك الذين يضعون أسئلة على شاكلة: هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي؟
ما الذي يضير في الاحتفال بالمولد النبوي حتى يكون بدعة أو حتى بدعة حسنة تستدعي طرح هذا السؤال الذي ليس بريئاً على الإطلاق؟
في ما مضى، كان الملحد يخشى أن يعرفه أحد، الآن أصبحت موضة الإلحاد والتهجم على النبي وآل بيته أشبه بالموضة في مواقع التواصل الاجتماعي، وكأن هذه الفئة إلى جانب فئات أخرى متدينة -تتمسخر وترفض ما تسميه «دين قريش»- تتطاول على النبي وآل بيته والصحابة نكاية في الحوثي، لأنها ليست على وفاق مع السلطة.
 لكن: هل يستدعيك رفض سلطة إلى التطاول والتهجم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، نكاية في فلان أو علان؟
بإمكاننا أن نرفض حديثاً لمجرد أنه يتعارض مع كتاب الله فقط، لأننا لن نجد شيئاً واحداً مُتَّفقاً عليه في كتب التاريخ، فلم يتفق هؤلاء الرواة حتى على تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. سنقول إنهم معذورون لأن التاريخ بدأ اعتماده من اليوم الأول للهجرة.. لكن كيف يختلفون على تاريخ وفاته وقد مات بين ظهرانيهم وبعد اعتماد التاريخ الهجري؟
وحين تتقطَّع بنا السُّبُل ونضيق من الاختلاف يأتي هؤلاء الرواة لتطميننا بحديثٍ شريف يقول: «اختلاف أمَّتي رحمة»، ونراهم هنا يلوون عُنُق النصِّ ويؤوِّلونه كما يشاؤون.
بالتأكيد حديث «اختلاف أمَّتي رحمة» صحيح لا غبار عليه، لكن المصطفى صلى الله عليه وآله، كان يقصد بالاختلاف، اختلاف الناس إليه لسؤاله عن مسائل تُهمّهم، والاختلاف إليه هنا كاختلاف الليل والنهار، أي التعاقُب والتَّـتابُع.. وأرباب اللُّغة يعرفون هذا الأمر جيداً.
النبي الأعظم عليه وآله الصلاة والسلام، ليس حكراً على الحوثيين، ولا على سواهم، لأن الله أرسله رحمة للعالمين، و»العالمين» تعني الإنس والجن، ولا نبي بعده حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

أترك تعليقاً

التعليقات