الحثالة الملكية 2-2
 

عبدالمجيد التركي

يبدو أن ابن سلمان استأذن ترامب في أن يقول إنهم لن يدفعوا لأمريكا مقابل حمايتهم، والسلاح الذي يشترونه بأموالهم ليس هبةً من أمريكا.. وسوف يعطي ترامب ما يريده من تحت الطاولة وبعيداً عن الإعلام، كما فعلوا حين دفعوا تكلفة الأضرار الناتجة عن أحداث الـ11 من سبتمبر، بعد أن سمحت أمريكا في عهد أوباما لمواطنيها المتضررين من هذه الهجمة بمقاضاة السعودية.. حينها نشرت بعض الصحف صورة الملك سلمان وهو جالس على كرسيه، ويظهر في خلفية الصورة انفجار برجي مركز التجارة العالمي، وكان العنوان بالخط العريض تحت صورة سلمان هو: الحثالة الملكية.
تدري السعودية أن أمريكا تتعامل معها باحتقار ودونية إلى أبعد الحدود، لكنها مضطرة للابتسام أمام الإعلام حين يصفها ترامب بالبقرة الحلوب، وتتظاهر أنها لم تسمع ذلك.
تذهب أموال السعودية لدعم الجماعات المتطرفة في كل البلدان الإسلامية، وتغذية الفصائل المتناحرة بالمال، وشراء الأسلحة بمليارات الدولارات لإشعال الحروب في العراق وسوريا واليمن والصومال.. وفي معظم البلدان الإسلامية، فحين تسأل مواطناً عن سبب الخراب في بلده، سيجيبك: إنها السعودية.
تفتعل المملكة كل هذه الأزمات، وتضخ كل هذا المال، ظناً منها أن هذا الأمر يبقيها مسيطرة، وصاحبة ثقل عربي وإسلامي، لكنها لم تكن مركزاً في يوم ما، إذ لم تقدم لجيرانها العرب ما يجعلها تستحق هذه الريادة التي تحلم بها وتنفق في سبيلها كل شيء.. فكل ما تقدمه هو الموت والدمار، وتقضم الأراضي من أطراف البلدان المنكوبة، كما فعلت مع اليمن حين قضمت نجران وعسير وجيزان، ومع دول كالكويت والإمارات، ودول أخرى مجاورة لها، لأنها دولة توسعية، وها هي قد وصلت بأياديها الأخطبوطية إلى قارة أفريقيا لتقضم من مصر جزيرتي تيران وصنافير.
(آخرة المحنش للحنش).. لم يأتِ هذا المثل اليمني من فراغ، بقدر ما هو نتيجة حتمية ومتوالية لا تتوقف ما دام التاريخ يدور ويتكرر.. فالسعودية تتجاهل أنها تقف على براكين كثيرة توشك أن تنفجر في أية لحظة، فالأخطبوط السعودي قد وصلت أياديه إلى أماكن شائكة لم يكن عليه أن يصل إليها، وسيبقى هذا الأخطبوط يضخ المال مقابل بقائه على قيد الحياة، ما لم سيتم التخلص منه.. وسيتكرر السيناريو العراقي في مملكة بني سعود حين يعجزون عن دفع الجزية لأمريكا.

أترك تعليقاً

التعليقات