الساعة ساعتك..
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
«الساعة ساعتك»..
هكذا كانت ترد جدتي حين أسألها: كم الساعة؟
كانت تمتلك ساعة كبيرة
كتلك التي ترن في الأفلام القديمة..
لا تعرف أن الساعة ستون دقيقة،
وكل الساعات كاذبة في اعتقادها
عدا ساعتها التي توقظها لصلاة الفجر..
ساعة الجامع الكبير في شهارة تبدو مثل صندوق العجائب،
أتأمل بندولها الفضي
فتخطر في بالي ملعقة المرق،
لم يكن بداخلها عصفور ليخرج على رأس الساعة..
البندول الفضي مازال يتحرك بداخل رأسي
أتذكره قبل أن أنام
فتخطر في بالي كل أفلام التنويم المغناطيسي.
لن أتحدث عن ساعة أبي «الصليب»..
التي كانت تضيء عقاربها في الظلام،
هي التي سقطت في قاع البركة،
هي التي أهداني إياها حين ختمت القرآن..
مازالت تعمل،
أضعها تحت المخدة وأسمع تكاتها
تنبض مثل قلب.
ساعة الحلوى التي تشبه المسبحة
كنت أرتديها وأقضم حباتها..
كبرت وطوقت يدي بساعة سيكو،
منذ عشرين عاماً لم أضع ساعة في يدي،
لم يعد للوقت معنى منذ أن مات أبي.
كان أبي يعض يدي الصغيرة ويقول لي: هذه ساعة..
أسنانه تترك ابتسامة كبيرة على يدي
وأنا أتباهى بتلك الساعة المؤقتة
المليئة بأنفاس أبي.
كانت أجمل ساعة
ليس بها عقارب..
أنظر إلى الساعة
فأرى ابتسامته مطبوعة في يدي
وأتمنى أن يضبط الزمن ساعته على تلك اللحظة ويتوقف.

أترك تعليقاً

التعليقات