مـقـالات - عبدالمجيد التركي

حكايات من المقبرة..

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - «السِّرار».. مقبرة كبيرة في شهارة.. واسمها بلهجتنا يعني «الحبل السري».. كأن هذه المقبرة آلة زمن لحياة جديدة.. تحكي لي جدتي عن هذه المقبرة: أحدهم رأى ضوءاً يتلألأ كلوحة الإعلانات فوق أحد القبور.. وآخر سمع أنيناً يخرج من قبر مشروخ في منتصف الليل.. وأنا كنت أمشي مسرعاً من جانب هذه المقبرة ليلاً، وأستحضر كل الحكايات التي سمعتها.....

حياة غير مفهومة..

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - الحياة التي أعيشها لم أستطع فهمها.. أحتاج حياة أخرى مبسَّطة، لا أرهق نفسي بالتفكير في حل ألغازها.. هذه الحياة بلغةٍ لا أفهمها، ولا أُجيد لغة الإشارة. لا أفهم الجهات التي يقال عنها: جنوب شرق، أو شمال غرب.. بالكاد فهمت اليمين والشمال لكثرة ما يسألني سائقو التاكسي حين ندخل الحارة.. بالكاد حفظت سورة ياسين لكثرة الشهداء والقتلى، أما ضحايا الكورونا فلم ينالوا حتى الفاتحة....

حفار القبور

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - ذات يوم أجريت حواراً صحفياً مع حفار قبور. أخذت مسجلتي وذهبت إلى «دشمته»، الواقعة في طرف المقبرة، وتحدثنا لمدة ساعتين. تحدث عن المواقف المفزعة التي حدثت له، ونفى الشائعات التي يتداولها الناس عن الأصوات والأنين الذي يقولون إنهم يسمعونه، والضوء الذي يرونه فوق بعض القبور....

فذلكة لغوية..

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - فكرت أن أقرأ شيئاً قبل أن أنام، فوقع بصري على منشور لكاتب يحشد في مقالاته كل أسماء الفلاسفة. انتهيت من القراءة وأنا أشعر أن أنفاسي تتلاحق كأنني صعدت عمارة من عشرين طابقاً. هذا الكاتب ينسج مقالاته مثل بيت العنكبوت، لا تدري أين بدايته من نهايته، ولا يرى في المنجز الثقافي العربي شيئاً يستحق قراءته أو الكتابة عنه. قرأت أكثر من ثلاثة مقالات لهذا الكاتب الفلتة، كأنني أتحدى نفسي في الخروج بأي حصيلة معرفية أو لغوية، لكنني لم أخرج بشيء سوى الدوار....

«خفف الوطء»..

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - نحن الزجاج الذي يعاد سبكه وتدويره يا أبا العلاء، كل هذه المشتقات النفطية من عظامنا المترسبة ومن جثثنا التي تحولت إلى بحيرات نفط.. لم يعد هناك جدوى لتخفيف الوطء ولم يعد أديم الأرض كما كنت تظن بعد أن طغى الإسفلت.. حتى الإسفلت من مشتقات جثثنا المتحللة لكنه من أجل الوطء بسرعة 140 كيلو في الساعة....

  • 1
  • 2
  • 3
  • ..
  • >
  • >>