مـقـالات - عبدالمجيد التركي

مجرد «لايك»..

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره»... هكذا سيكون السطر الأول في نعيك، ستتحول صفحتك إلى ورشة للنسخ واللصق وسيتداول أصدقاؤك خبر وفاتك لحصد اللايكات، حتى الذين لم يلتقوا بك سيدَّعون معرفتك.. سينشر أصدقاؤك صوراً لآخر محادثة معك، سيتطوع آخرون لنشر صور جنازتك ومثواك الأخير، وسيحذفك الجميع من الفيس بوك...

في حلق الطاحون

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - أضع رأسي للنوم فأرى أصدقائي الموتى يمشون على طرف المخدة مثل أقزام الأساطير.. يلوحون لي بأيديهم لأنضم إليهم في حفلة البرزخ. أنا الآن عالق مثل رسالة بداخل قارورة، مثل حبة قمح في حلق الطاحون. للبقاء تكلفة باهظة، ماذا لو أن الموتى يخرجون للنوم في منازلهم ويعودون قبل أن يستيقظ حارس المقبرة؟ يحتاجون لتفقد ملابسهم...

قلق المعرفة

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - الذين يأخذون كل معارفهم من الكتب، فقط، هم الأكثر جهلاً، والأقل وعياً بما حولهم. أحتاج أن أنتهي من قراءة ذاتي، والتأمل في ما حولي. أحب أن أرى الحياة بعيوني أنا، وليس بنظارات كافكا، أو نظريات هيجل. كل هذه الأسماء التي تحولت إلى أصنام حداثية، لم أقرأ لها. لست ببغاء لأردد كل هذا الهراء....

مجرد رقم..

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - مثل تفاحة تمازح سكيناً.. مثل سمكة تبحث عن الحرية خارج البحر.. مثل شفرة حلاقة يلهو بها طفل رضيع.. ومثل أشياء كثيرة يأتي الموت كأنه غير قاصد حين يمد يده إلينا مثل طوق نجاة. كل يوم أضع يدي على قلبي لأتأكد أنه ما زال يعمل.. أضع يدي على رأسي، وأتذكر كل الجماجم التي رأيتها في الأفلام الوثائقية، يرصفونها في الفاترينة كأنها أوانٍ منزلية معروضة للبيع....

الشرف العربي!!

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - لم يعد هناك شرف عربي، ولا ضمير عربي، ولا نخوة عربية. فقد امتطى النفط ظهور سادة العرب، ولم يعودوا يستطيعون رفع رؤوسهم. أكثر من ستين قنبلة وصاروخاً ألقتها إسرائيل على صنعاء بكل حقد، ولم أر منشوراً لأي مثقف عربي، أو تصريحاً لأي رئيس عربي يتحدث عن هذا الإجرام. وهذا أمر متوقَّع، فماذا سيقول قليلو الشرف عن صنعاء التي حازت كل الشرف، حين فعلت ما لم يستطيعوا فعله رغم كل تريليوناتهم وأسلحتهم....

  • 1
  • 2
  • 3
  • ..
  • >
  • >>