الجارة السارقة
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا

يسرقون كل شيء؛ الفن، التراث، الآثار، الأرض، المال، ولا يمنحون اليمن شيئاً سوى الموت والخراب.
حاولوا سرقةَ وطنٍ بأكمله حين قاموا بشنِّ حربٍ غاشمة، وحاولوا مصادرتَه إلى أجندتهم والتحكمَ بقراراته، وإبادةَ حضارةٍ مُوغلةٍ في ذاكرة التاريخ.
منذ عقود، تسرقُ السعوديةُ الأغاني والألحانَ اليمنية، وتسرق جهد المغترب اليمني، وتسرق النفط اليمني كي لا تتأثر أسواقها النفطية، وتسرق ولاء المشايخ والوجاهات بعد أن أدرجت أسماءهم في كشوفات اللجنة الخاصة، ليسهُل لها ابتلاعُ اليمن التي اعتقدت أنها لقمة سائغة، بينما هي شوكةٌ تقف في الحلق، تقتلُ كلَّ من يحاول ابتلاعها.
سرق محمد عبده لحناً يمنياً شهيراً تغنى به معظم الفنانين اليمنيين القدماء والمعاصرين؛ "شدت خيول العوالق ليتني عولقي". لم يغير فيه فنان العرب شيئاً حين قام بتركيب هذا اللحن لأغنيته "لو كلفتني المحبة"، ولم يضف إليه شيئاً سوى قلةِ الحياء حين نسبه إلى نفسه. يدري محمد عبده أن هذا اللحن اليمني الشهير موجود من قبل ولادته بعشرات السنين. 
يعتقد أنه ذكيٌّ حين يسطو على مثل هذه الأعمال الشهيرة، وتمادى أكثر حين قام بسرقة لحن أغنية "ضناني الشوق" التي كتبها مهدي بن حمدون، ولحنها وغناها الفنان اليمني محمد مرشد ناجي.
تتوالى سرقات هذا الفنان لكثير من الأغاني اليمنية، مثل "رسولي قوم بلغ لي إشارة"، و"جلَّ من نَفَس الصباح"، و"يا نسيم الصباح سلم على باهي الخد".. حتى أغنية "أراك عصي الدمع"، هذه القصيدة ذائعة الصيت، لا يدري أنها لأبي فراس الحمداني، فقام بإضافتها إلى التراث السعودي!!
أما قصيدة "أيها الشاكي على طولِ النَّوى"، المعروفة للشاعر ابن زهر الإيادي الأندلسي، فقد نسبها في ألبومه لصديقه إبراهيم خفاجي. وهناك الكثير من السرقات لهذا الفنان الذي يصعد على المسرح، ويظهر على الشاشة أمام الملايين ليغني ألحاناً مسروقة دون أن يتعرق وجهه.. ورغم مشواره الطويل مع الفن إلا أنه لا يريد أن يتعب على فنه وألحانه، ليسقط في وحل السرقة الذي لا يغسله شيء.
"أيووه قلبي عليه التاع"، هذه الأغنية الشهيرة قام أبو نورا بتطعيمها عبر سرقةِ جُملٍ موسيقيةٍ من أغنية "الصبا والجمال"، لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
"رحمن يا رحمن"، غناها الفنان صالح العنتري، واشتهر بها الفنان محمد حمود الحارثي. غناها عبدالمجيد عبدالله دون أن يكلف نفسه أخذ إذنٍ من ملحن الأغنية، حتى وإن نسبها للتراث اليمني، فذلك لا يعفيه من ذكر اسم الشاعر عبدالرحمن الآنسي، وذكر الملحن الذي غناها لأول مرة قبل عقود.
ولن تكون سرقة وزير الإعلام السعودي لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي سوى وصمة عار في وجوه هؤلاء المسؤولين الذين لا يكادون يفقهون قولاً.

أترك تعليقاً

التعليقات