خيط البالطو
 

عبدالمجيد التركي

#عبدالمجيد_التركي / #لا_ميديا -

هناك رجال في الحدود يخوضون معركة مصيرية، يحرقون المدرعات والدبابات بولاعات.. وهناك متهبِّشون في صنعاء يقتحمون محلات الخياطة ويبحثون عن خيوط البالطوهات ليحرقوها على الأرض ويلتقطوا الصور، كأنهم اجترحوا بطولات حازوا بها قصب السبق.. وشتان بين ولاعة تحرق مدرعة، وولاعة تحرق خيط بالطو.
لا أحد يستطيع السيطرة على الناس.. حتى النبي عليه وآله الصلاة والسلام لم يكن يمتلك هذا الحق، لذلك قال له الله: «فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر».. فمن أنت حتى تحاول السيطرة على الناس؟
في ما يتعلق بالملبس والمأكل والمظهر، فهذا حق شخصي لكل إنسان، وكل امرأة لديها زوج وأخ وأب وابن، هم المخولون بتقويمها في حال اعوجاجها، وليس عليك هداهم. أما ما كان خادشاً للحياء ومتجاوزاً للحدود، فأعتقد أننا شعب محافظ بالفطرة.. وإن كان خيط البالطو سيثير غرائزك أيها الطرزان، فأجدر بك أن تعمل بالآية التي تحض على غض البصر.
وكلما أطلت حاثة برأسها وضجَّت بها مواقع التواصل الاجتماعي يقال إن هذا عمل فردي ولا يعبر عن المسيرة القرآنية وأنصار الله.. لكننا لا نرى عقاباً لمرتكب هذا العمل الفردي ليكون عبرة لسواه من المسيئين لأنصار الله!
 الجاهل معه عاقل.. هذا المثل من 3 كلمات يلخص الكثير والكثير، فإن كان من أحرق الخيوط وتعدى على محلات الخياطة جاهلاً، فلا بد أن يكون له عاقل يردعه، ويعرِّفه بأن هذا ليس من شأنه.
الشعب في ضائقة كبيرة، وبدون مرتبات منذ 4 سنوات، وصابرون لأننا في مواجهة عدوان قذر، وخيط البالطو ليس أكبر مشاكلنا. ولا تكون المرأة عورة إلا حين يكون الرجل دنيئاً فقط.
هناك الكثير من الأسر التي قصف العدوان منازلها ومزارعها، يربطون بطونهم من الجوع.. ليتنا نجد من يحرق هذه الحبال التي تربط البطون الجائعة.
ما يؤخر النصر ليست الصور المطبوعة على محلات الكوافير، ولا خيوط البالطو.. ما يؤخر النصر هو وجود أناس يظنون أن لهم حق السيطرة على عباد الله، لاعتقادهم أنهم صوت الله في الأرض.

أترك تعليقاً

التعليقات