والبادئ أظلم
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
كانت ليلة الخامس والعشرين من مارس، ليلة مشهودة ومضيئة، وشاهدة على دخول العدوان السعودي على اليمن عامه السابع.
ليلة أضاء فيها عنفوان النصر، مفادها إذاقة بني سعود بعض الهول الذي عشناه في مثل هذا التاريخ قبل ست سنوات، تحت جحيم صواريخهم وقنابلهم وحقد طائراتهم. ولم تكن ليلة على غرار «يومٌ بيوم»، لأن هذه هي طريقة جدهم يزيد.
لم تكن ليلة الخميس المنصرم بمستوى ليلة العدوان، لأننا لا نمتلك ترسانة أسلحة ضخمة كالتي يمتلكونها، ولا نمتلك الحقد الذي تمتلئ به قلوبهم ويفوق حقد الجِمال. لكن حسبنا أننا أضأنا سماءهم بصواريخنا وطائراتنا المسيرة، فمن كان يتوقع أن المقاتل اليمني سيصل بمقذوفاته إلى حقولهم النفطية، ويقتحم بصواريخه كل تحصينات شركة أرامكو ويحدث فيها ما أحدثه من اللهب والخراب، وأنه سيستهدف مطاراتهم ويربك رحلاتها؟ ومن كان يظن أن المقاتلين الحفاة سيدوسون على تراب بني سعود الحصين ويشعلون مدرعاتهم ودباباتهم بولاعة لا يتجاوز سعرها خمسين ريالاً، لتحرق قلوبهم ومجنزراتهم التي دفعوا فيها مئات الملايين من الدولارات!.
ها هم يبحثون عن وساطات، ويقدمون مبادرات لإيقاف الحرب، مع أنهم الطرف الرئيسي في هذا العدوان، فكيف تعتدي علينا ثم تظن أن قرار إيقاف الحرب بيدك لأنك تضررت فقط، وتبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهك؟
لن يكون هناك اتفاق إلا بشروطنا، فنحن لم نعد خائفين ولا عاجزين عن رد الصاع صاعين. وليتهم يعلمون أننا نتعامل مع هذه المعركة على أنها معركة مصير، ومعركة حرية وكرامة.. ولن نرفع شعار «النصر أو الشهادة»، لأننا سننتصر دون شك، وسنعيش في يمننا برؤوس مرفوعة، فلو كنا سنستسلم لما صمدنا طوال هذه السنوات.
لم يتوقع بنو سعود أننا سنصمد وسنرد الحجر من حيث جاء، وأن عدوانهم سيجعلنا أقوى، فقد كان ظنهم أنها مجرد أيام فقط ويشدون وثاق اليمن ليربطوه في حديقتهم الخلفية، وصدَّقوا الناطق الرسمي أحمد عسيري حين قال إن تحالفهم دمر 90% من السلاح اليمني، وأن اليمن لم يعد يشكل خطراً عليهم.. وها هم سيدخلون العام السابع دون أن يحققوا شيئاً سوى قتل النساء والأطفال.

أترك تعليقاً

التعليقات