بيض مصر في سلة أمريكا
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -

هي ليست مباراة في كرة القدم، والسيسي ليس محمد صلاح. من يفرح لتدخل عسكري مصري في ليبيا بوجه التركي في معركة الصراع على غاز المتوسط ونفطه ينسى أن مصر عضو في تحالف غازٍ يضم إلى جانبها اليونان وقبرص و"إسرائيل"، هي إن قاتلت سوف تقاتل بالنيابة عن هذه الدول مجتمعة، في الوقت الذي تهدد فيه أثيوبيا أمنها المائي وهي أولى بالقتال، فيما التركي بوساطة روسية إيرانية أولى بالتفاهم.
آن الأوان كي يفهم قادة مصر أن مسار "كامب دايفيد" الذي جعل سيادة مصر ووزنها يتآكلان وجوف أمنها القومي بات إسقاطه ضرورة، لأن الفتات الذي يأتي مصر من صندوق النقد والمعونة الأمريكية والودائع الخليجية ما عاد كافيا في زمن المشاريع الكبرى.
السياق الناظم للتحولات العالمية اليوم هو الصراع الأمريكي ـ الصيني. ومستقبل العالم اليوم هو مشروع الحزام والطريق الصيني. وحتى الآن مصر خارج هذا المشروع.
إذا كان حلف واشنطن الغازي لا يتسع لمصر وتركيا معا، فمشروع الحزام والطريق التكاملي يتسع لكلتا الدولتين. وإذا كانت مصر عاجزة عن التحول الكلي بسبب تبعية اقتصادها البنيوية فلتستفد أقله كتركيا من تراجع الأمريكي، وتوسع هامش مناورتها وتوزع بيضها في سلال الصين وروسيا والولايات المتحدة.. هددت الولايات المتحدة تركيا كثيرا حين تنافرت مصالحهما في سوريا؛ لكنها وبسبب وزن تركيا الجيوسياسي لم تستطع الاستغناء عنها، ولا هي تستطيع اليوم أن تستنغني عن مصر، هذا إن أدرك حكام مصر وزن بلادهم الفعلي.
*  كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات