مآلات الحرب الحالية
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
الضرر الاستراتيجي الذي طال «إسرائيل» لن تلغيه مفاعيل أي حرب مهما كانت نتائجها. كما أن بنية حركات المقاومة تمنع أي حرب مهما كان حجمها من القضاء عليها، إذ إن القضاء الكلي على حركات من هذا النوع هو وهم خالص.
لا يملك المستوى السياسي والعسكري في «إسرائيل» الجرأة على خوض حرب كبرى دون ضوء أخضر أمريكي ومشاركة أمريكية شاملة.
وبقدر ما يبدو اتخاذ قرار الحرب متعذرا، تبدو التسوية متعذرة أيضا. ما يجعل التسوية متعذرة هو أن الولايات المتحدة هي الطرف الدولي الوحيد المؤثر في هذه الحرب، وهي جزء من المشكلة وطرف فيها، بالتالي هي لا تستطيع أن تصيغ الحل.
ما تريده «إسرائيل» والولايات المتحدة هو نصر حاسم في غزة التي باتت اليوم الخاصرة الرخوة في هذه الحرب للتعويض عن تآكل الردع وعن الانكشاف الاستراتيجي للكيان، وهذه الغاية لن تتحقق إلا بأن ترفع فصائل المقاومة، حماس تحديدا، الراية البيضاء، وهذا غير وارد.
سياق الصراع العالمي يجعل من الصراع الحاصل اليوم جزءا من الحرب العالمية بين الغرب الجماعي وخصومه. هذا الواقع يصعب فكرة قبول الخسارة عند كل أطراف الحرب؛ لأنها ليست خسارة آنية يمكن تجاوزها، بل خسارة استراتيجية تؤسس لخسارات أكبر في المستقبل القريب في ظل تصاعد الصراع العالمي.
إذا كانت كل الأطراف لا تريد التعجيل بسيناريو «يوم القيامة»، والتسوية مستحيلة، فإن ما يبقى هو استمرار السيناريو الاستنزافي الحالي أو حصول هدن مؤقتة في أحسن الأحوال. في ظل الاختلال العنيف الحاصل في موازين القوى في العالم فإن أي وضع جيوسياسي يتم كسره أو العبث به يستحيل إعادته إلى ما كان عليه سابقا. الستاتيكو الذي كسره الطوفان لا يمكن ترميمه.

كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات